مساحة إعلانية

د.عاطف عتمان يكتب ..وقفات الأريام مع الذات - 6 - وَيَرْعَوِيَ عَنِ الْغَيِّ وَالْعُدْوَانِ مَنْ لَهِجَ بِهِ

عاطف عبدالعزيز عتمان أغسطس 22, 2016


وَإِنِّي أَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِينَ وَلَكِنَّكُمْ لَوْ وَصَفْتُمْ أَعْمَالَهُمْ وَذَكَرْتُمْ حَالَهُمْ كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ وَأَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ وَقُلْتُمْ مَكَانَ سَبِّكُمْ إِيَّاهُمْ اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَنَا دِمَاءَهُمْ وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وَبَيْنِهِمْ وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مَنْ جَهِلَهُ وَيَرْعَوِيَ عَنِ الْغَيِّ وَالْعُدْوَانِ مَنْ لَهِجَ بِهِ .


من دواعي أسفي وسروري في نفس الوقت أن أعرف هارون الأمة أمير المؤمنين الإمام على عليه السلام من خلال الإنسان العربي المسيحي الرائع جورج جورداق ورائعته الإمام على صوت الإنسانية
مبعث الأسف تأخري في معرفة عبقرية عليّ رضي الله عنه وأرضاه حق المعرفة لتلك الرسالة الإنسانية التي رباها النبي -  الذي رباه وأدبه ربه عليه الصلاة والسلام - في عليّ رضي الله عنه ، و مبعث سروري أني أعرفها من خلال الإنسان الآخر المنصف للإنسانية .
الإمام عليّ بن أبي طالب ورسالته الإنسانية وهو من رباه أخيه وبن عمه وأفضل الخلق محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام ورسالة الإمام وهي رسالة الإسلام تعجز عنها الكتب والأقلام ، ويحتار في خطها الكتّاب وتظل الحروف في مأزق فكيف لها أن توفي الشهيد المظلوم المقتول غدرا لا لشيء إلا لأنه أوفى العهد وحمل الأمانة كما حملها من أخيه ومعلمه وملهمه وصهره ونبيه .
وزير الصديق ما أقام الدين وعون الفاروق أعدل من حكم وناصح ذي النورين وإمام الدين زاهدا الإمامة السياسية حتى دفع إليها دفعا ، فرفع راية الإصلاح وحمل رسالة نبيه التي انحرفت عن مسارها وبصر إنسانية الرسالة الخاتمة فحمل الرسالة نصرة للمظلوم وحرمة للنفس وإقامة للعدل ومساواة بين الناس وضربا على أيادي الظالمين والفاسدين ، فلا يهادن ولا يوازن ولا يشتري الذمم فيهجره عقيل ويلازمه الحق .
حسبما أرى فعليّ هو لأنه عليّ مع كرامة النسب والمصاهرة ولكن النسب شمل كثير لم يكن منهم من هو مثل عليّ لأنه عليّ ، هلك من غالى فيه تأليها مخالفة لمنهجه الذي رباه عليه من قال إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله صلاة ربي وسلامه عليه وخاب وخسر من جفى أبا الحسنين وساوى بينه وبين من بغى عليه ليس لشخصه بل لثورته الإصلاحية ومن خشي من الإنزلاق لطريق من غالى فيه فجهل رسالته أو تجاهلها بدلا من الإنصاف ، وتبا لمن كره رسالة عليّ والحق والعدل والإنسانية في عليّ .

علي يعلم البشرية أدب الخصومة وحق الإنسانية فيرفض سب من حمل عليه السيف ويكتفي بفضح ضلال المواقف ويعف عن الأشخاص ويجعلهم بين أمرين إما ضال لا يعرف الحق وإما مظل يتعمد العدوان فيؤسس للرحمة في الخصومة ويدعوا لحقن الدماء والهداية للضال ومتعمد العدوان على السواء .

يا أيها المتخاصمون والمتقاتلون والمتشاحنون دواؤكم في رسالة الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه وبن عم المصطفي وأخيه وتلميذه عليه السلام .

يا أيتها الإنسانية البائسة التي تأن من الظلم والظلام رسالة العدالة الإنسانية التي حملها علي كرم الله وجهه هي القبلة التي تبحثون عنها .

أحب أمير المؤمنين علي وأواليه وأشهد أنه ولي الله وأن الله وليه كما أشهد بذلك لسلفه وخلفه رضوان الله عليهم أجمعين وخاصة الشيخين وذي النورين ، لا أثبت له إلا فضله وتقواه وعلمه ، فلا تأليها ولا عصمة وحي التي هي للأنبياء ولا مغالاة ولا إجحافا وكفي بمنهج عليّ في الخصومة منهجا للإصلاح .

اللهم صل على سيدنا محمد وآله الطيبين الأطهار وصحابته الأخيار وبخاصة أهل الفضل والسبق والرضوان وعلى زوجاته أمهات المؤمنين ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين .
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام