مساحة إعلانية

د.عاطف عتمان يكتب ..وقفات الأريام مع الذات -4- أوضح صورة للحقيقة

عاطف عبدالعزيز عتمان أغسطس 17, 2016



من الأمور التي توقفت عندها الأريام في وقفتها خطورة التحول إلى قضاة وسطحية النظرة ، وأن نظل حبيسي زاوية واحدة وفكر واحد ومصدر واحد ، والغفلة عن الانتباه لقضية المصطلح وخطورتها ما بين ظاهر القراءة وروح الحرف ، ما بين أجزاء وكلية الصورة المجسمة ذات الأبعاد التي يستحيل الإحاطة الكاملة بها وتحتاج لزوايا رؤية متعددة للإلمام بأكبر قدر من معالمها .

أهمية سمو رسالة الإنسان و وضوح رؤيته ورسوخ مبادئه ومرونة وتجدد وتجويد مواقفه والحفاظ على ممحاة جاهزة تمحو ما يتبين خطأه .

المعرفة والعلم والنظرة العميقة وتنوع المشارب ومن ثم التفاعل والفاعلية لتحقيق الرسالة وليس أعظم من خلافة الله على أرضه وفق مراده من رسالة تستلزم التوازن بين الروح والطين والتقييم المتواصل والنقد الذاتي وتصويب المسار باستمرار .

الصراحة والمصارحة في نقد الذات ، فلست راض عن كل ما سلف وأعيد قراءة الماضي من جديد بعيون الحاضر وفق ما استجد من علم وما اتضحت من معالم للصورة كانت غائبة مبتعدا عن الأشخاص وخاصة من هم في ذمة الله جاعلا من الأحداث والمواقف كعبة للبحث ، مقدما لحسن الظن بالأشخاص وعدم الانجرار للفرعيات ومواطن الاختلاف التي لن نحصد منها سوى الشوك .

الاهتمام بالكليات الجامعة والقيم الإنسانية المتفق عليها ، وأهمها حرية الإنسان وكرامته وحرمة دمه ، والكليات الجامعة لأركان الدين التي اتفقت عليها كل الطوائف والمذاهب وهي أصل الدين ، فلم يترك الله الأصول الجامعة إلا وجعلها محكمة واضحة صريحة .
من أوضح وأروع صور الحقيقة التي شاهدتها صورة هذا السلفي الذي ربما يوصف بالانغلاق والجمود وعدم قبول الآخر وهو يعانق المسيحي والصليب في عنقه تداعبه اللحية في لحظة إنسانية نادرة ابتعد عنها مكر الساسة وسطوة المشايخ والقساوسة ، وتوحد الأمل عندما كان الألم واحد في ميدان التحرير وغاب الموروث المظلم عن الآخر ، وأكمل الصورة قداس يحميه المسلمين ووضوء يصب ماؤه المسيحيين ، وأكمل الروعة صورة هذا المصلى الذي أم فيه سني شعيي جعفري أو العكس وسجدوا للواحد الديان مسبحين سبحان ربي الأعلى  .
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام