من أريام أفكاري د.عاطف عبدالعزيز عتمان
سأكتب ردا على الكاتبة رشا ممتاز ومقالها لماذا نكره المسيحيين بعنوان لماذا لا نكره المسيحيين و نحب الإنسان.
http://3almanya.com/articles/3621/?fb_action_ids=1133097016749763&fb_action_types=og.comments قبل كل شيء أقول للكاتبة إني أحبك وأحترم جرأتك في الطرح ومتابعتي لك ليس للرد على ما تكتبين بل لالتماس شمعة فيما تطرحين لعلي أهتدي لأهدى مما أنا عليه فالحقيقة منهجي والتعصب حتى لما أنا عليه خصمي .
فكرت أن أن أذهب للكتاب المقدس لأقتطع نص من هنا أو من هناك أو لكلام وتصرفات الآخر لأجد فيه سهام لأرمي طرحك بها ولكن لم أسترح لهذا النهج ، بل كان لأريامي نهج آخر وهو البحث النزيه في طرحك فإن وجدت فيه حقا اتبعته وإن وجدت خلل حاولت إنارة ظلمته.
أولا بين الدين والتدين فارق كبير وبين الجزء والكل المكون له ما بين السماء والأرض فالأكسجين والهيدروجين مكونا الماء وشتان ما بين الثلاثة كيميائيا وفيزيائيا وطبيعة ، فالدين كالماء للحياة وصفاء الوحي كنقاء الماء ، وفصل نسيج النصوص لا يمكن أن يكون ناتجه ماء ، كما لا يعيب الماء تلوثه بما ليس منه حتى لو أضفنا إليه الورد فقد مسمى الماء المطلق وصفته ، وميزة الماء أنه لا لون له ولا طعم ولا رائحة فإن فقد تلك الخواص فقد حقيقته.
قبل الرد تفصيلا فكل الحب لشخصكم الكريم مهما اختلفت العقائد والأفكار والأعراق وأهلا بكل نور يأتيني منك ولن أستنكف أن أنهل منه وأحمله للناس ما إن يصل عقلي ويستسيغه قلبي .
انتقدت الكاتبة دفن الرؤوس في الرمال وعدم مواجهة المشاكل والانتظار لتجميلها وعلاج آثارها في مجتمعاتنا العربية وعلى رأس المشاكل العلاقة مع الآخر وهي محقة في ذلك تماما وأضيف أن الآخر لا يعني المسيحي فقط أو اليهودي كما ذكرت ، بل الآخر المذهبي والآخر العرقي والآخر الفكري بل كل من ليس بأنا فهو آخر ونحن كمجتمعات لدينا خلل في فهم الآخر وإدارة حوار بناء يقود للتعاون والتعايش وإن ظلت الخلافات قائمة ، فالاختلاف سنة طبيعية ولن ينتهي مادامت الحياة .
هناك احتقان ديني ومذهبي وعرقي وفكري لا ينكره عاقل وإن كمن في نفوس كثيرة وخشيت أن تصرح به نتيجة الخوف سواء بسبب القيود المجتمعية أو السلطاوية أو الكهنوتية فمجتمعاتنا مأزومة تجاه الآخر بصفة عامة حتى من يحمل نفس الدين.
أما عن نظرة الإسلام للإنسان فهي النظرة الأرقى حيث أنه صنعة البديع ونفخ فيه من روحه وكرمه ربه بخلقه بيديه وأسجد له الملائكة ومنحه العقل والحرية التي هي مقدمة على ما سواها.
نعم لدي غالبية المجتمع العربي والإسلامي حالة كراهية تجاه الآخر وإن كان من نفس الدين ولكن ليس للإسلام دور في هذا السلوك وإن انحرفت الأفهام واجتزئت النصوص لتشرعن كراهية الآخر ، وللإنصاف يجب التفرقة بين مجمل النصوص وسوء الفهم والتطبيق وعندما نقارن خطايا المسلمين في مرحلة الانحطاط والتيه التي يعيشونها وجبت المقارنة بأقرانهم من أتباع الديانات الأخرى في نفس الظروف.
بدأت الكاتبة سرد براهينها لأسباب كراهية المسلمين للمسيحيين وخصت السنة بالذكر!
وكان السبب الأول إعتبار المسيحيين كفار وأهل كتاب وكتابهم محرف واستدلت بمقولة لشيخ الأزهر بأن المسيحيين كفار ونحن كفار وسردت الآيات القرآنية التي تقول بكفر من خالف عقيدة التوحيد .
لا أرى في السبب الأول أي سبب للكراهية فكل مؤمن كافر، يؤمن بمعتقده ويكفر بما سواه ولا يمكن عقلا ونقلا ومنطقا أن نقول بوحدة الأديان ولكن السؤال أين هنا دعوة الكراهية؟
من طبيعة التطور البشري أن المنهج الجديد يأتي ليعالج خلل أصاب المنهج الأقدم ربما ليس من أصله، وبعيدا عن السجالات العقائدية فكفري بعقيدة غيري وكفر غيري بعقيدتي لا يدعو لأية كراهية وكلمة الكفر ليست للتنابز أصفه بها كلما رأيته أو يرميني بها بل تلك أحكام لها مكانها والقرآن فرق بين أهل الكتاب والمشركين والأحكام الفقهية ميزت بين الطائفتين وأحلت طعام أهل الكتاب والزواج منهم وامتدح القرآن المحصنة من أهل الكتاب.
إن الاختلاف الفكري والمذهبي والعقائدي لا ينبغي أن يكون سببا للكراهية وتقتصر الكراهية بمعنى الرفض على الفعل والقول والسلوك ولا تنسحب على إنسان كائن من كان .
السبب الثاني للكراهية حسب الكاتبة هو عقيدة الولاء والبراء وعددت الآيات التي تنهى عن مولاة اليهود والنصارى وهي آيات قرآنية صحيحة وواضحة المعاني ولكن ربطها بما قبلها وما بعدها وسياقها وجمعها مع غيرها من آيات من نفس الكتاب وهو القرآن الكريم سيعطى صورة أوضح وأكثر مصداقية.
الولاء والبراء عقيدة وليست معاملة ولها ما يفسرها من نصوص ومن تطبيق على مدار التاريخ وسؤالي ماذا لو دخلت فرنسا حرب ووجد فرنسيين يتعاونون ويقيمون الصلات والروابط مع دولة العدو؟
وعندما يحدث تفجير تعلن الطوارىء وفي الحروب تكون الأحكام العرفية أليس كذلك ويحاكم المتواصل مع العدو بتهمة الخيانة ؟
سأذهب بالكاتبة لآيات أخرى من القرآن ربما لم تمر عليها لتضع الآيات جميعها وتحاول قراءة معالم الصورة بوضوح
: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين (8)) الممتحنة.
نلاحظ أن البر لم يستخدم إلا في علاقة الابن بوالديه وهنا يأتي البر والقسط مع الآخر الذي أنا معه في براء عقائدي ليحدد شكل العلاقة .
وأيضا قال تعالى :
(اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين (5)) المائدة
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا أَوْ انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَأمَةِ)
رواه أبو داود (3052) وحسنه ابن حجر
ثم تنتقل الكاتبة لتصف الوهابي بالصراحة والوضوح في إظهار كراهية أهل الكتاب وتصف المعتدل بالتقية!
وتنتقل للنقل من الفقه وقضية أن المسلم لا يقتل بكافر وتنتقد مناهج الأزهر التي فيها بالفعل ما يستحق النقدولكنها لا تري إلا ما يؤيد رأيها فقط وأتمنى عليها لو وضعت لنا معيار للحكم على القلوب وأن هذا صريح وهذا يمارس التقية .
مع ذلك أنبه الكاتبة أن استنباط الأحكام لا يكون إلا لمن ألم بكل النصوص وصحتها ومدلولها ومناسبتها وما يستقر وجدانيا عندي أن المسلم كغيره في الحقوق والواجبات وأمام القانون والقضاء لا فرق بينه وبين غيره ، واترك لها البحث عن تفسير الحديث ورد تلك الشبهة وفي تاريخنا من وثيقة المدينة مع اليهود والوفاء بها حتى خانوا ومن عهد الفاروق عمر بن الخطاب لأهل بيت المقدس ومن عقاب بن عمرو بن العاص لضربه قبطي ، ومن حكم ليهودي بالدرع وخصمه أمير المؤمنين على بن أبي طالب أمثلة تنطق عن نفسها دون كلام .
كان عمر يسأل الوافدين عليه من الأقاليم عن حال أهل الذمة ، خشية أن يكون أحد من المسلمين قد أفضى إليهم بأذى، فيقولون له: " ما نعلم إلا وفاء"
(تاريخ الطبري ج ـ 4 ص 218)
أي: بمقتضى العهد والعقد الذي بينهم وبين المسلمين، وهذا يقتضي أن كلًا من الطرفين وفَّى بما عليه.
صحيح البخاري
(كِتَاب الْجِزْيَةِ) بَاب (إِثْمِ مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا بِغَيْرِ جُرْمٍ) برقم 2930 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَنْ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
" مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَأمًا ".
هنا بالكتاب والسنة ما يوضح علاقة الإنسان بأخيه الإنسان في ظل سلام ومسالمة أما النصوص التي ذهبت إليها الكاتبة فهي تعالج حالة الحرب وإن جاز أن نسميها أحكام عرفية لفترة القتال ،
وأذكر نفسي أن القضية ليست مناظرة لتثبيت الأكتاف بل هي والله محاولة لقراءة الصورة بموضوعية من إنسان صاحب قلم وعقل وإرادة للبحث عن الحقيقة لا هو حبر ولا قس ولا شيخ.
من هنا أعترف بالأخطاء والخطايا وبالحاجة للتجديد وتطهير التراث من الشوائب وإعادة قراءة للنصوص المقدسة عند أهلها والاعتراف بأخطاء التفسير والفهم والتطبيق .
أعود للكاتبة التي اتهمت الإسلام أن له خطابين واحد في الضعف والآخر في التمكين ولو اتهمت المسلمين وخاصة في قرون التيه هذه لكنت أقرب لطرحها وأتفق معها فيه ، أما إتهام الإسلام ففيه شيء من التجني من وجهة نظري وأرد بأن الإسلام إكتمل بموت النبي صل الله عليه وسلم والقرآن واحد بآيات القتال والبراءة وآيات الرحمة والتعايش والمحبة وتحريم قتل النفس عامة وكل سوره ما عدا واحدة بأسماء الله الرحمن الرحيم مع كثرة الأسماء الدالة على القوة والقهر والملك ولكن هذا هو خط القرآن العام رحمة عامة للإنسان ورحمة خاصة للمؤمنين به آيات نتلوها في الضعف وفي القوة ، وأتمنى لو نفصل بن الدين والمتدين وبين النص وتطبيقه لنكون أكثر إنصافا.
ثم تنطلق الكاتبة لحديث قتال اليهود آخر الزمان لتستنبط منه حث الإسلام على كراهية اليهود وقتلهم في زيغ عن أبسط قواعد المنطق ، فالحديث يخبر عن علامة من علامات الساعة وما أوحي به للنبي صل الله عليه وسلم وعلى اليهود أن يكذبوا هذا الحديث فلا يقاتلوا المسلمين ولا يغتصبوا مقدساتهم ويسالمهم ووقتها لن يعتدي مسلم على يهودي وسبق القرآن أن حكم على أبولهب بالكفر وهو عم النبي وكان بمقدور أبولهب الإسلام ولو نفاقا لهدم القرآن ولكنه كلام الله علام الغيوب .
لا يوجد في الحديث أية دعوة لقتل اليهود أو كراهيتهم بل إن جاز التعبير هو تنبأ يرتقي عند المؤمن بالنبي لليقين حول أحداث ستتم ومشكلة المسلم الحقيقي مع غيره هي الظلم والعداء والاعتداء أما المسالم فله كل الحقوق وعليه كل الواجبات بل أكثر من ذلك له البر والحب والمودة والقسط كإنسان له رحم حواء وكجار له حق الجوار وكرحم قريبة له حق الصلة لا يمنع البراء العقائدي من حقوقه الأخرى .
حان موعد الاتفاق مع الكاتبة فقد ذهبت لخطاب الكراهية وتأثر الوعي الجمعي به وهنا أتفق معها ولكن بمنظور أوسع فللأسف مع الضعف والتيه والانحطاط الذي نعيشه ومن مآسي الساسة وكهنة الدين من كل دين وفي كل طائفة أنهم يزرعون الكراهية ليستأكلوا منها ويستعبدوا الإنسان ليس بين المسلمين والمسيحيين وحسب بل بين المذاهب المختلفة والأعراق والأفكار ، تلك آفتنا لابد أن نعترف بها ولي أصدقاء مسيحيين بحكم الثقة والمحبة كانوا يبوحون لي بما لا يستطيعون الجهر به ومنه بعض من الإشكالات التي طرحتها الكاتبة والتي يؤدي مناخ الكبت والخوف والتضليل الذي نعيشه لكتمها نارا في القلوب حتى تحرقنا جميعا .
أما عن إسلام بحيري ودفاعك عنه فأنا ضد سجن الفكر ولكني ضد السباب والاستهزاء بالمقدسات وما طرحه بحيري لا يعدو كونه تكرار لشبهات المستشرقين وهناك ردود عليها وهذا لا يمنع عمق قضايا مهمة طرحها لكن بسطحية واستعداء بدلا من موضوعية الطرح ، وهناك أفذاذ من علماء المسلمين كالشيخ الغزالي تناول كثير من تلك القضايا في كتاب السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث وهاج عليه متطرفي المتدينين والعلمانيين على حد سواء.
في النهاية أدعو الكاتبة الكريمة ونفسي لبعض الأسئلة
هل كان الفرنسيين مسلمين وهل لديهم البخاري ومسلم وآيات البراء والقتال عندما ارتكبوا أفظع الجرائم الإنسانية بحق الشعب الجزائري المسلم؟
وهل بنفس الشاكلة فعل الإيطاليين بأهل ليبيا ؟
هل الحربين العالميتين كانتا بسبب الإسلام ونصوصه؟
هل تدمير العراق والصومال وأفغانستان وفيتنام واليابان كان بأيدي المسلمين؟
لن أتهم المسيحية كدين في جرائم الحروب الصليبية لأن أي دين من الإجرام براء ولكن أتهم منتحلي ثوب المسيح عليه وعلى بشارته الصلاة والسلام .
لا أنكر أخطاء وخطايا وقع فيها المسلمين بين بعضهم البعض ومع الآخرين ولكن الأصل أن نقارن دين بدين وفكر بفكر ومتدينين بمتدينين .
لا أدعي أنني أمثل الإسلام بل أمثل فهمي للدين الذي أعتنقه ومن منطلق فهمي هذا أدعو لنفسي وللكتابة أن ينير الله لنا من نوره فنرى بنوره الحقيقة وسأظل ألتمس منها ما هو أهدى مما أنا عليه فإن لم نتفق يوما يبقى الحب والإنسانية ورحم حواء رباط بيني وبينها بغض النظر عن معتقدها وفكرها ومنهجها ، ويبقى الإسلام الذي أعرفه هو دين الإنسان وتكريمه ومحبته وصيانة حرمته ومن هنا أعلن محبتي للإنسان وأترك القارىء مع بعض الأيات ليتأملها
-----
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ
كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ
(99) يونس
مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي
إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ
فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ
جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم
بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) المائدة
( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن
شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل
يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا ( 29 ) ) الكهف
( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر
والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ( 70 ) ) .الإسراء
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم
مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.
صدق الله العظيم [الحجرات:13]،
ليست هناك تعليقات: