مساحة إعلانية

يوميات الأميرة والأريام ..6.الدعوة والتبشير .من أريام أفكاري د.عاطف عبدالعزيز عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان يوليو 08, 2016


هناك حيث الزمان خارج إطار اليوم والمكان يضيء بعضه ليس بذاته وبعضه معتم بطبيعته ، والمد والجزر مستمر حتى الموعد المعلوم ، مازالت  الأريام تمارس السباحة في الفضاء ، وتقف عند شبهات ماهي عليه وعند تبشير الآخر بنفسه ، فليس على عقلها حجاب ومنهجها الشك من أجل الوصول لليقين وليس شك التيه.
هناك تبشير قائم على المعرفة والتعريف زادت نسبة الاتفاق معه أو الاختلاف إلا أن مساحة الاحترام تظل قائمة ، فكل حامل رسالة يسعى لحملها فهو للتقدير موضع ، وتبقى تعالوا إلى كلمة سواء وأن لا نتجادل إلا بالتي هي أحسن الإطار الحاكم .

على الجانب الأخرهناك تبشير أعمى ، فارغ المحتوى والمضمون ليس لديه إلا الطعن في الأخر وإثارة الشبهات بدلا من إنارة الطرقات والسخرية والاستهزاء واستحضار الكراهية والعداء بعدم احترام المقدسات ، وعلى الجانب الأخر توجد دعوة بنفس العيوب ولكن حالها لا يسر حبيب وهو لكل عدو سرور ، فقد ترك حمل رسالة الدعوة الجميع إلا من رحم الله فحق علينا التيه والمسخ والمذلة بعد أن اتبعنا سنن السابقين بحذافيرها في تصديق لما حذر منه الصادق الأمين ، وانشغل السواد الأعظم ممن حملوا الرسالة بأنفسهم تارة يكفرون وأخرى يتنافسون حول العدد التابع لكل فهم منهم  ونسوا أن الزبد يذهب جفاء ولا يفيد ، هم للكراهية يؤسسون بمنهج السخرية والاستهزاء والاهتمام بإطفاء شمعة الآخر بدلا من إشعال الشموع .
ماذا لو أدرك الدعاة والمبشرون أن غالب المكان في الظلمات يعيش ولا يعرف صاحب الوجود ؟
ربما لاكتفوا فيما بينهم بحسن الجدال ولم يهتموا كثيرا بإطفاء شموع بعضهم البعض وتوجهوا بعد الإبانة بشموعهم لأركان الظلام فأضأنا الأرض بنور صاحب الوجود وكانت بيننا الكلمة السواء لا تثريب بعدها ويفصل الله بين العباد .

صاحب الحق وطالب الحقيقة لا تعنيه الخصومة وليس مشغولا بهدم الآخر بل كل شغله الوصول مع الآخر وبه إلى الصراط المستقيم حيث ينتهي بهم إلى حقيقة الوجود ومعية الموجود .

طالب الحقيقة لا يسلك للوصول إلا الطريق المشروع فلا يدلس ولا يكره ولا يستغل وإستعداه للقبول يكافيء إستعداده للعطاء.

في ظل نظرات الرضا من روح بَيّه الأرض ، كاملة الأوصاف كانت نظرات الأميرة قلقة والكلمات على طرف لسانها أسيرة ، فلديها شبهة أو شبهات تؤرقها وتخاف الخوض فيها وتستعيذ بالله من الشيطان .
هل تبوح بمكنون النفس وتدرك أن الاستعاذة مع الاستكانة مهانة وأن المطلوب عقل يتدبر وبأسباب اليقين يتفكر ثم يستعيذ بصاحب القوة ليجبر كسر الكسير الأسير؟

ربما في الحلقة القادمة المزيد .

*******
dratef11022011@gmail.com
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام