واصلت الأميرة والأريام الحوار حول فتنة وأزمة الأمة التي أدت لتوقف العقل الإبداعي الجمعي عند خصومة الرافدين الأساسيين للثقافة ، بين الإسلاميين أو المرتبطين بالجذور العربية الإسلامية والرافد المستغرب ، وتنوع كل من الرافدين بل تطور الأمر لوجود صراع بين الرافد الواحد يصل للدماء، وتحولت الأمة لأجنحة فكرية متصارعة ومجتمع ميت فكريا وتائه في الاستقطابات الحادة ، فتهتك النسيج المجتمعي وضاع المشروع الثقافي والحضاري، وتوقف عند الصراع والإبداع في آلياته واستخدام كل الأدوات المشروعة والغير مشروعة لنتنافس حول الفشل الذي تطور لصراع التدمير الذاتي .
نتيجة هذا التيه الفكري وربما ملازم له كان التخلف التنموي والفجوة الاجتماعية في أمة تلاعبت بالإشتراكية والليبرالية ولم تحصد منهما أي شيء يذكر على الأرض إلا السراب .
فقر مدقع وغلاء فاحش وبطالة قاتلة وفساد شكا من سطوته حتى الفاسدين وأنظمة حكم تستمتع بالصراع وتستغل أطرافه لتظل مسيطرة على مجتمع تائه ولكن السؤال إلى متى؟
فجوة شاسعة بين الإنتاج والاستهلاك وبين التصدير والاستيراد وبين الطبقات الاجتماعية المختلفة في ظل موت الطبقة المتوسطة واتساع الطبقة الدنيا وغياب أبسط الحقوق الإنسانية من أمل في مسكن وعائلة ومعيشة آدمية وخاصة لدى الشباب ، تلك الحالة وضياع الأمل أججت بركان في النفوس المحطمة والتي ستنفجر حتما عاجلا أو آجلا ولا يمكن التكهن بنتائج هذا الانفجار وللأسف نسير في طريقه بخطى متسارعة.
وافقت الأميرة الأريام في طرحها حول الأزمة الاقتصادية ولكنها ترى النموذج الغربي والعلم هو الحل وأن سبب تلك الأزمة يتحمل وزرها هؤلاء الظلاميين والتكفيريين ولكن الأريام باغتتها بسؤال لتكسر حالة الاتهام الجاهزة لدى الخصوم والفرقاء وقالت هل هي شورى وأهل حل وعقد وبيعة إن أردنا إصلاح الرأس أم هو العقد الاجتماعي والدستور وآليات الديموقراطية ؟
تبسمت روح الأم بَيّه إبتسامة رضا عن السؤال وقبل الجواب واحتدام الصراع الفكري بين الأميرة والأريام و الذي لم يصل لنتيجة حتى الآن يظل السؤال هل أنظمتنا أنظمة بيعة وشورى أم أنظمة دساتير وعقد اجتماعي ؟
تحفزت الأميرة للجواب ولكن الأمر يحتاج لسعة من الحروف في حلقة قادمة إن لم يكن قد انفجر البركان.
ليست هناك تعليقات: