د.عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب ...الدبلوماسية والميكروفون

لا أستغرب ردة الفعل من البعض المؤيدة لتصرف السيد وزير الخارجية وتحويل إزاحة ميكروفون الجزيرة لعمل وطني وبطولي ، فردة الفعل تلك تؤكد حقيقة الأزمة التي نعيشها وأظن أن خبراء الإجتماع يفسرون تلك الظواهر الإجتماعية بأنها تعبير عن أزمة مجتمعية وتنفيس عن ضغوط نفسية

وبعيدا عن ردة الفعل والتي تابعت بعض المشاركين فيها وهم يحملون أرفع شهادات البكالوريوس والليسانس ويسبون قطر والجزيرة بألفاظ لا تليق بهم !!!

القضية ليست الجزيرة ولا قطر ومهما إتفقنا أو إختلفنا مع الجزيرة وتوجهاتها وعلامات الإستفهام حولها فالحقيقة المرة هي الفشل في إيجاد قناة إخبارية تسحب البساط من الجزيرة ولو كانت هناك قنوات عربية دخلت بقوة إلا أن مصر للأسف متأخرة في هذا الطريق .

القضية الحقيقة أن مصر أكبر من أية قناة أو وسيلة إعلامية وأن ما يجوز من الشخص العادي أي صاحب الرأي لا يقبل من مسؤول وخاصة إن كان على قمة الهرم الدبلوماسي .

كنت أتمنى أن تشتعل وسائل التواصل الإجتماعي فرحا وفخرا بحل قضية سد النهضة أو على الأقل بتوجيه ضربة دبلوماسية وقانونية قوية لإثيوبيا بدلا الهروب من غطرسة إثيوبيا لنصب جام الغضب على قطر بنت ال...

إن النيل هو الحياة وإن ما يحاك في إثيوبيا ضد مصر هو أخطر الأخطار ، وتدير إثيوبيا اللعبة بمهارة مستغلة الوضع الداخلي المصري والدعم الخارجي التي تلقاه وربما تكون إثيوبيا نفسها مجرد أداة بيد من يحاول خنق مصر .

قضية سد النهضة في ظل إستمرار العمل في السد وتلاعب إثيوبيا وحالة الضبابية في العلاقات المصرية السودانية ينذر بكارثة تستدعي مراجعة المواقف ولم الصفوف ومواجهة المشكلة بكل حزم

ففي ظل صراع العرب وتفكك المفكك منهم والإنشغال بالقضاء على بعضهم سنظل غنيمة سهلة للمتربصين .

يتصارع العرب للوصول إلى خط النهاية ويغيب عنهم أن الفائز بالوصول هو أخرهم