بعد غياب طويل وزيارة إنقطعت منذ فترة طويلة طل علي صديقي الهدهد على غير موعد وأنا منهمك بالتمتمة والمسبحة تتراقص حباتها بين أصابعي
الهدهد :
السلام عليك يا صديقي كم إشتقت إليك ولكنها الحياة
أنا :
وعليكم السلام ، أهلا بالصديق الصدوق الذي طال غيابه وعز على العين فراقه ولا عزاء سوى العود أحمد .
وأنا أرحب بصديقي كانت حبات المسبحة تتراقص بين أصابعي بسلاسة وأكاد ألحظ عين الهدهد تنظر لها نظرة غير مستريحة .
سأل الهدهد ما تلك بيمينك !!
قلت وكأنك لا تعلم إنها سلاحي ، مسبحة من الأحجار الكريمة إشتريتها بثمن بهظ من حر مالي تقربا إلى الله حتى أذكره على ما يليق بجلاله .
كبر الهدهد الله أكبر على الإيمان العائد بقوة لميدان الإنسان !!
قلت يا صديقي لقد غبت فترة طويلة ولا تدرك الأحداث لقد نجانا الله من تجار الدين وعبدة الأصنام والخرفان وعاد الآذان لسابق عهده الذي كان ، وصرنا ننعم بالأمن والإيمان والعدل والإحسان ، وصار سلاحي المسبحة والذكر بعد أن خنث الشيطان ، ولكن ربنا يكفيك شر الطابور الخامس ودعاة المساواة وحقوق الإنسان .
فهل يستوى يوما السادة مع العبيد والطائع لله وولي الأمر مع المعارضين ، ألم يخلقنا درجات وميز بين الخلق وفضل بعضهم علي بعض ، أنا كما تعلم لقد درست الشريعة وأعلم خباياها وعشت عمري فداها وسأموت وأنا أهواها ، ولكنهم خونة ملاعين وأحفاد للشياطين من ليبراليين وعلمانيين بعد أن نجانا الله من المتأسلمين ، يريدون تبديل خلق الله والإعتراض على فضل الله وملكه الذي يهبه من يشاء من عباده الصالحين .
يعايروننا بالشرق والغرب والدساتير والقوانين الوضعية الخبيثة التي تريد قلب آيات الله وتدمير خلقه وأنا أصر أن تكون المسبحة هي القانون ، هي العدل هي الدستور ، هي السلاح الفتاك للملاعين والخونة وهي شكر لله أنه نجانا من التكفريين ودعاء له أن يهلك الخونة أعداء الوطن والمسبحة أقصد والدين .
لقد عانينا كثيرا يا صديقي والحمد لله عاد كل شيء كما كان وأفضل مما كان وكل ذلك بفضل سلاحي الذي لازمني إنها المسبحة أم تراك لا تدرك قوة هذا السلاح الفتاك وتأثيره مع الدراويش على العامة والدهماء ودراويشنا غير أيام زمان فقد ألبسناهم البدلة والكرافت ؟
كل شيء على ما يرام وكل أهل الفضل والثقة والعز والشبع يتصدرون السفينة والسنتهم بالذكر دائمة باسم الله مجريها ، وأهل الجود يتبرعون وللمساكين يطعمون ولكن يا أخي لا يجدون إلا النكران من العبيد ، فتلك طبقة تأكل وتنكر كما نقول نحن بني الإنسان .
لقد قاومنا التغيير المزعوم وأبطلنا الدعوات المسمومة ودافعنا عن أنفسنا ومصالحنا والتي هي الشريعة والشرعية ألا تسمع لصوت القرآن في المساجد ، وترى موائد الرحمن في الشوارع ، وعموما فاتك الكثير يا صديقي فلقد كدت أفقد حياتي وبدلا من أن تزورني حيا كنت ستقرأ الفاتحة على قبري ، وتستمتع بمسك جثماني فمثلي حيا أو ميتا فهو للأرض عطر وللعدل والحق ملجأ ولكن خبرني أين كنت ؟
هز الهدهد رأسه ثم طأطأها وقال :
كنت في بلاد فقيرة المآذن ولكن صياح الديك فيها يفيض بالإيمان ثم طار الهدهد وسل منقاره وبدا عليه الغضب ونقر خيط المسبحة فأمطرت حباتها على الأرض ولم يعد في يدي غير بقايا الخيط وإحمر وجهي وناديت الحراس اقبضوا على العميل بن الأنجاس ، إنه طابور خامس وعميل للخرفان ويدعي اليسارية والإلحاد ، فيا حراس العقيدة وأهل الإيمان إنتصروا لدين الله الذي أهانه الجبان وللأوطان ، وقيدوه بالحديد وسلموه للسجان ويعرض على القاضي فلان وأريد إعدامه الليلة عاجلا ليتعظ به كل جبان .
ضحك الهدهد ساخرا هل ظننتني إنسان ، أنا هدد سليمان وحام على رأسي ثم فعلها !!!
وفرد جناحيه مغادرا وتركني أمسح مكان عملته الخبيثة وفر من الشباك وطار وترك المكان.
ليست هناك تعليقات: