لقاء منذ أيام مع شاب أربكني وأعاد إلي جزء من نفسي ضاع وسط زحمة الدنيا وأوقفني عاريا أمام عورات نفسي التي خمرتها تارة بدعوى التعقل والموازنة ومعرفة أسرار الحياة
شاب لا هو يميني ولا يساري ولا مسيس ، يملك من وضوح الرؤية وشفافية البصيرة وجرأة الحق ما يعجز عنه المخضرمين .
من أسرة ذات مال ونفوذ ولولا أني أعلم أنه لا يحب ذكر إسمه لذكرته ، تعرض عليه أفخم السيارات فيأبى إلا الميكروباص والتريض بالمشي وكان بإمكانه عن طريق الوساطة حصد الآلاف في مكان عمل مرموق إلا أنه أبى إلا أن يخرج للحياة بعقله وعلمه ويلتحق بأحد الشركات والتي ربما تعطيه فالشهر ما يمكنه الحصول عليه كمصروف يومي ويحمل في يده عدة موبايل للإرسال والإستقبال يدوب وهو مهندس البرمجيات .
تستمع إلى حديثة فترى التعقل والتحليل والإنصاف والجرأة ، يتمرد على القيود على الأرض ، يقرأ ويسمع أضعاف ما يتكلم
شخصية مذهلة تملك فتزهد وتعي وتدرك وتؤمن بنفسها
إن قلت أنه يذكرني بشباب ضاع أكون قد ظلمته لأنني لم أوضع في نفس الإبتلاء فقد رفضت دون أن أملك ولست أدري لو كنت في موقفه كيف كنت سأكون ؟
أحبه ليس لصلة دم بيننا بل لأنه هو ، وما أنه أزمني نفسيا وأوقفني عاريا أمام نفسي إلا أني أصبت بداء عشقه وأشفق عليه من دنيا مقلوبة الموازين ، لله درك فقد أعدتني لجزء من نفسي كنت أحاول الهروب منه ولا أملك إلا أن أدعو الله له أن يكفيه كل شر وهم وبلاء وأن يحفظه بحفظه
ليست هناك تعليقات: