مساحة إعلانية

الخليفة أبوبكر الصديق جد الإمام الصادق لأمه ..ح3 مع العلامة السيد علي الأمين ..حاوره د.عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان يونيو 28, 2015

في الحلقة الثالثة من الحوار مع صاحب كتاب
 الأحزاب الدينية الشيعية بين شهوة السلطة ورسالية الأئمة
مع العلامة السيد علي الأمين نكمل الحوار 

سماحة السيد التمذهب وبداية التشيع ، هل كان التشيع في بدايته ولاية لآل البيت وحقهم في الإمامة أم خلاف عقائدي بين المسلمين آنذاك ؟

من المعروف أن بداية نشوء المذاهب كانت في أواخر القرن الثاني من الهجرة،وكانت في أول الأمر عبارة عن آراء أصحابها واجتهاداتهم الفقهية في المسائل الشرعيّة ، ومن خلال اعتماد الحكومات المتعاقبة لتلك الآراء في باب القضاء كان يشتهر رأي فقيه معين دون غيره، ولذلك اختفت آراء كثيرين عن التداول ،وقد تحوّلت الآراء المتداولة والتي اشتهرت فيما بعد إلى مذاهب.


والتّشيّع لأئمة أهل البيت لم يكن له صفة مذهبيّة في تلك المرحلة، بل كان بمعنى المحبّة لهم والتأييد لمواقفهم وتفضيلهم على غيرهم في مواقع القيادة السياسية ، وقد كان الإمام أبو حنيفة من الداعين لتأييد الإمام زيد في خروجه على الحاكم ، وهذا مما يكشف لنا عن أن الخلاف بين المسلمين لم يكن خلافاً عقائديّاً ، وإنما كان اختلافاً للآراء حول الإمامة السياسية وإدارة شؤون الأمّة وهذا الإختلاف هو ما يسمّى اليوم باصطلاح السياسيين إختلاف الموالاة والمعارضة، فالموالاة ترى نفسها أنها الأحق والأجدر بالحكم ، والمعارضة ترى نفسها الأولى بالحكم والقيادة.


من هو الإمام جعفر الصادق وماهي ركائز مذهبه ؟

الإمام جعفر الصادق هو سادس أئمة أهل البيت عند المسلمين الشيعة من الطائفة الإمامية الإثني عشرية، وهو من ذرية الإمام الحسين ، فهو إبن الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العابدين علي بن الحسين، وكان جدّه لأمّه الخليفة أبو بكر الصديق، وقد روي عنه قوله(ولدني أبو بكر مرّتين) فقد كان والده الإمام محمد الباقر صهراً للخليفة أبي بكر الصدّيق حيث إنه كان متزوجاً بأم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وأمّها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، والإمام جعفر الصادق هو إبنها منه.


وكانت مدرسته في المدينة مقصداً للطلاب والعلماء ومنهم الإمام أبو حنيفة وغيره ، وبعد شيوع المذاهب وانتشارها في عصره وما بعده نسب إليه المذهب الجعفري باعتبار تواجده في ذلك العصر واشتهار مدرسته التي اعتمدت على الكتاب والسنّة في استنباط الأحكام الشرعيّة، وكان يقول: كل شيء فيه كتاب أو سنّة، وأنه لا اعتبار لما خالفهما ، ولذلك وصفت مدرسته بأنها مدرسة النصّ التي انفتحت على كل المدارس الأخرى.


لن أخوض في مرحلة الفتنة ولكل من الشيعة والسنة رواياته حول تلك الحقبة ولكن هل من المقبول أن تتحمل الأجيال بعد ما يزيد عن 1400عام تبعات تلك الحقبة ؟
 وما السبيل لتجاوز تلك الحقبة وعند الله ترد المظالم ؟


ليس بين المذاهب الإسلامية كلها خلاف حول اركان الإسلام التي يجمعها الحديث المروي عن رسول الله عليه الصلاة (الإسلام ان تشهد ان لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت له سبيلا).


والخلافات التي حصلت في تلك الحقبة وما بعدها بين المسلمين ليس لنا بها علاقة ، ولسنا مسؤولين عن حصولها، ولا يصح أن تلقي بظلالها على حياتنا، وعلينا أن نبني علاقاتنا على ضوء ما أرشدنا إليه الله تعالى في قوله
{تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عما كانوا يعملون}
 فعلينا أن نقتدي بجميل أفعالهم وأن نستفيد من مواطن اختلافهم بإجتنابها وعدم تكرار أسبابها .


ونحن نرى إن جوهر المشكلة التي يعاني منها المسلمون اليوم في علاقاتهم يكمن في الصراع على السلطة والنفوذ، ولا يكمن في تعدد المذاهب، ولا في الإختلاف على تفسير بعض المسائل التي أصبحت في ذمة التاريخ ، فمثل هذه الأمور كانت موجودة في الماضي القريب والبعيد ولم تكن سبباً لسوء العلاقات بينهم، ولم تمنع تلك الإختلافات الإجتهادية لعلمائهم من الإنصهار الوطني في البلاد التي تضمّهم،ولم تمنعهم من المصاهرات والقرابات في الكثير من العائلات والقبائل والمجتمعات والتي تعكس مدى تأثير المشتركات الدينية الكثيرة على سلوكياتهم الوحدوية المنطلقة من عمق إيمانهم  بالدين الواحد الذي آمنوا به والأمّة الواحدة التي ينتمون إليها.
-----------------------
في الحلقة القادمة 
نعود للمذهب هل هو دين ؟ ولماذا أصبح التعصب للمذهب أشد من التعصب للدين؟

 وما السبيل للخروج من دائرة المذهب الضيقة لدائرة الدين الأوسع ؟ وهل كان علي شيعيا وأبوبكر سنيا ؟


هل هناك فرق بين التشيع الجعفري وما يسمي التشيع الصفوي إن جاز التعبير وما مواقفقكم من مصطلحات الروافض والنواصب والتي يرددها البعض دون معرفته بالآخر ؟
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام