مساحة إعلانية

د. عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب ....مسرح السحرة والبهلوانات في عصر القرود

عاطف عبدالعزيز عتمان مايو 21, 2015


هل حقا هم سحرة فرعون وهل يجيدون فنون السحر أم دجالين يعتمدون على ضعف الجمهور ؟ 
أم هم بهلوانات وقرود السيرك الذين يمتعون الرواد بهز المؤخرات ؟ 
في سالف الزمان تذكرت مقولة لعميد كلية الصيدلة الدكتور صبحي سعيد بعد تنظيمي للمؤتمر الثقافي الأول بكلية الصيدلة جامعة حلوان في عام 1997 بأن مكاني ليس عنده بل في مدرجات كلية الإعلام والتي تنازلت عن حلمي بها خوفا من أن أصبح من ذوات المؤخرات السافرة في قراءة مستشرفة للمستقبل وخاصة أنني من أبناء الصعاليك وأن لدي شيء يسير من ضمير لا يستعذب التسلق والأبواب الخلفية للصعود .

كنت أنظر للأضواء ولأن أصبح شيئا مذكورا وهذا هو طبع بشري لا عيب فيه إن كان طلبا للمجد بحمل رسالة للبشرية ، أما أن يصبح تمجدا فهنا الخطيئة .
ندمت في أحيان كثيرة على التخلي عن هذا الحلم الذي أزعم أنني أمتلك شيئا من أدواته ولكنها لا تصلح للمسرح الذي نعيشه .
هويت الكتابة ، وكان الفيس والتدوين متنفسا لقلمي ليبث همومه ، وكان أمل 25 يناير هو الدافع لي أن أكتب ، وكتبت وكتبت وكان البرنامج التلفزيوني فرصة أخرى لتحقيق شيء من الحلم ، وتعاملت مع وسط جديد ومع أشخاص كنت أطرب لسماع صوتهم وأعيش في حروفهم وبقدر إيماني بهم كانت الإنتكاسة .
وبصرت عن قرب خداع الكاميرات وطبيعة الصورة أمامها وخلفها !!

تساقطت الأقنعة وتعرت المؤخرات ووجدت نفسي في حانة كل شرابها مسكر وكان الإبتلاء فإما حمل الكؤوس وتقديم الخمور وإن لم أطعمها ، ويا حبذا لو تعلمت بعض فنون السحر فأصبغتها الحلال ، أو صرت بهلوانا صغيرا ينتظر الفرصة ويمارس النط على الحبال ويستغل بعض ما آتاه الله من طلاقة لسان وإنسيابية حرف لأنسج بيت العنكبوت ، وأتعلم التجارة بكل المحرمات على التجارة ، وإما أدير ظهري وألملم ما تبقى من أريام أفكاري وأعود لمدوناتي أمارس هوايتي في الشخبطة وتلوين الورقة بمسك الأريام أو ما أظنه كذلك ، وربما هو حلتيت ولا أدري ،  وأحمد ربي على لطفه في قدره وأسعد أنني لي مهنة إلى حد كبير أنا صاحب مسرحها والمتحكم نوعا ما فيها وأقول مؤمنا بقدر مدبر الأمور لعله خير ، وأعيش مابين المضادات الحيوية أملا في شفاء عدوى والمسكنات أملا في تخفيف بلوى ، وبحثا عن عقار للرجولة وسط أكوام عقارات الذكورة  وفوارات الحموضة للوقاية من شر الليمون وشرابه الذي هو كله خير فحولناه لداء بعد أن كان دواء أو أجبرنا عليه فصار مؤرقا للمعدة .
وأتمنى على الله أن ألقاه إنسانا في عصر القرود
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام