الكاتب د.عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب ..عفوا أيها الآخر ربما تكون محق
عفوا أيها الآخر
ربما تكون محق !!
هل من الممكن أن
يكون الآخر على صواب ؟
قاعدة ذهبية أقرها
الإمام الشافعي عندما قال رائي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب .
وأقر قاعدة المناظرة
فقال : ما ناظرت أحدا حتى تمنيت ان يجري الله الحق على لسانه ، فكان الحق سبيل الشافعي
والحقيقة مبتغاه
لا يمكن لإنسان
أن ينظر إلى مجسم فيحتوى الصورة بكل أبعادها ؛فهو يحيط بأجزاء ومعالم وتخفى عنه أخري
يراها الآخر طبقا لموقع وزاوية رؤيته ،
تلك الحقيقة لو
استقرت في عقولنا وسلوكنا لتجنبنا معظم إن لم يكن كل صراعاتنا .
النقطة المهمة
الأخري والتي تمثل عامل رئيسيا في صراعاتنا تناولها صاحب قواعد العشق الأربعون في القاعدة
السادسة
القاعدة السادسة
من قواعد العشق الأربعون
"تنبع معظم
مشاكل العالم من أخطاء لغوية ومن سوء فهم بسيط، لا تأخذ الكلمات بمعناها الظاهري مطلقًا.
وعندما تلج دائرة الحب، تكون اللغة اللغة التي نعرفها قد عفى عليها الزمن، فالشيء الذي
لا يمكن التعبير عنه بكلمات، لا يمكن إدراكه إلا بالصمت"
اللغة سواء مفرداتها
ومعانيها وترجمة أبجدياتها من لغة إلي أخري ، أو من حيث ترجمة المعنى الباطني للفظ
دون الإكتفاء بظاهره ، والمعني يختلف حسب السياق وحسب قائله ، وحسب نبرة نطقه وتعابير
وجهه ومدلولات لغة جسده .
إذا اللغة وطريقة
تلقيها منبع معظم المشاكل فهناك من يتلقى بحب فيمضغ الحجر وهناك متربص يتمنى الخطأ
ويحمل اللفظ على أسوأ معانيه أو يقف عند ظاهره !
لكن عندما يدخل
الإنسان دائرة الحب تكون لغته غير اللغات ، فلغة الحب تتحدى الأبجديات وتتخطى المعاجم
والقواميس
وتتجاوز المذاهب
والعقائد والأعراق ،
إنها لغة الله
....
الذي يحلم ويرزق
ويعطي حتى من جحد وجوده .
إن لغة الحب الوحيدة
هي القادرة على إدارة حوار إنساني يخلص البشرية من حالة التدمير الذاتي التي تعيشها
فلغة الحب لا تحتاج
لحروف هجاء عربية ولا أبجديات لاتينية
إنه تستخدم حروف
الصمت !!!!
ولقدت قلت ذات
يوم
يا حروف الهجاء
قد ضقت بك ذرعا فلم تسعيني لأنفث آلامي فضلا عن البوح بآمالي
-لأستعيرن حروف
الصمت عساها تفي وتغطي تعري عجزك الذى بقيده أدماني فأعياني
ليست هناك تعليقات: