صديقتي العزيزة
وبدافع الخوف قالت : ما سر إهتمامك بقضية الشيعة والمسيحيين أخشى أن تفهم خطأ ، وعندنا من
المشاكل والظلم ما هو أولى ، فارحم نفسك وارحمنا .
شكرا لك غاليتي خوفك علي ولكني لا
أبتغي رضا أحد ، وسر إهتمامي أني أزعم أنني أرى المخطط الشيطاني للقضاء على ما تبقى
من أمتي بالتجارة بالدين والمذهب ، وتركيع العقول باسم الدين ، فقد إختفى الصراع العربي
الإسرائيلي وتصدر الصراع العربي الكردي تارة والعربي الأمازيغي تارة ، والإسلامي المسيحي
تارة أخرى ، والحرب المذهبية دقت أبواب الوطن العربي ومازلنا غارقين في مخطط التدمير الذاتي.
لما رأيت بغداد
وصنعاء ودمشق وبيروت تبحث كل منهم عن حرف الضاد .
لما رأيت إخوة
من العرب الشيعة الأحرار يرفضون المجوسية وما أدخلته من تحريف على المذهب ويرفضون الميلشيات
الطائفية والقتل على الهوية ، وينتصرون للصحابة وللنبي ويضطهدون ويقتلون لا لشيء إلا
لكلمة حق فكانت صرخة الصرخيين مدوية ومؤرقة للنخاسين وذيول الفرس ، كيف أتجاهل كل
ذلك يا عزيزتي ولا أنصر بحرفي دعوة حق للوحدة ونبذ الخلاف وحماية الأمة من مصير يسوقها
إليها الجهلة والعملاء والمغيبون.
عندما يتكلم أستاذي
أستاذ علم الإجتماع الفذ الدكتور علي الوردي عن الفاروق عمر بن الخطاب وطبيعة العلاقة
التي جمعته برعيته والتي جعلت الرعية تتجاوز عن أي خطأ وتتقبله منه رضي الله عنه ، لأنه
أقام العدل على نفسه وكان أشد الناس على أهله ، فنشأت كيمياء إن جاز التعبير بينه وبين
الرعية ولم يكره الفاروق إلا المجوس حتى إستشهد على يد أبو لؤلؤة ، وكان الحقد المجوسي
مرتبط بالكذب والإفتراء والتدليس مستغلين عواطف بعض المسلمين تجاه آل البيت عليهم السلام
لبث الفرقة والحقد والكراهية .
أليس من حقي أن
أسأل كيف يتهم الفاروق بظلم وضرب الزهراء عليها السلام ؟
ألا يعتبر هذا
الكلام إنتقاصا من قدر ليث بني غالب وأشجع الرجال أمير المؤمنين علي عليه السلام ؟
كيف يقبل علي أن
تهان زوجه وبنت رسول الله وهو صامت ؟ وكيف يكون وزيرا للخلفاء وكيف يكون النسب والمصاهرة
ويسمي أئمة آل البيت أبناؤهم عمر وأبو بكر ؟
أليس من المهم
أن أخبر عوام الشيعية أننا أهل السنة نفتدي نعل الحسين برقابنا ، وأننا نعشق ثرى آل بيت
النبي ، وأن الكذابون والمخادعون الذين كذبوا عليهم وأوهموهم أننا نناصب آل البيت العداء
إنما هم مخادعون.
أليس من الضروري
أن أخبر عوام السنة أن هناك شيعة عرب أحرار
يدافعون عن أمهات المؤمنين ويترضون على الصحب ويرفضون هيمنة المجوس ويمدون يد
الحب للسنة ويتعاطفون مع مظلوميتهم ؟
عفوا صديقتي ،
أي أشواك أو إتهامات في سبيل حمل تلك الرسالة تهون ، وأشكر لك حرصك علي ، والله خير
حافظ وهو أرحم الراحمين .
ليست هناك تعليقات: