مساحة إعلانية

د.عاطف عتمان يكتب ..الشهيد المسيحي والشهيد المسلم بين وكيل الأوقاف والشيخ برهامي

عاطف عبدالعزيز عتمان أكتوبر 30, 2014



التفريط لن يجلب إلا التطرف والعقائد في الأديان خاصة لا تخضع كثيرا للهوى ولا تقبل المساومة .
دائما أذكر عندما أكتب في الأديان أن كلامي تساؤلات أكثر منه أجوبه وهو مجرد رأي فلست من أهل إطلاق الأحكام .

بعد الحادث الإجرامي في سيناء وبدلا من أن ننشغل بجراحنا طفت على السطح التوافه التي تشغلنا عن خطورة وضعنا ، ووقع وكيل الأوقاف فيما أظنه تفريطا فساوى في العقيدة بين المسيحي والمسلم ودخل في قضية الجنة والنار في محاولة بائسة من وجهة نظري لتقوية النسيج الوطني ، وأعطى بكلاماته القماشة للفريق الآخر لنفتعل أزمة تضيع فيها الحقيقة بين التفريط من وكيل الأوقاف والتطرف من الشيخ برهامي ، والذي تقف في زوره كلمة شهيد ويصر على قتيل دون مراعاة مشاعر الآخر وهو رفيق الكفاح وزميل التضحية وشريك الوطن .
فهل من قتل يحمي الوطن كمن قتل وهو يخرب أو يسرق يا شيخ برهامي ؟
وإذا كنا جميعا في الجنة يا وكيل الأوقاف فلماذا لدينا معتقدين فلتفعل بمصر خيرا ولتخرج بعقيدة تجمع الجميع وبالنهاية كلنا بالجنة ؟

إن العقائد أمور واضحة وجلية وكل معتقد يظن أنه صاحب الحق 
وأنه في الجنة وغيره في النار ، فأنا وأخي المسيحي وأقول أخي فله حق رحم حواء وإخوته ، وله حق الوطن المشترك والجوار ، كلانا مؤمن وكلانا كافر ، فكل مؤمن بعقيدته وكافر بما سواها 
، ولكن لا يجوز التنابذ بالكفر وإتهام بعضنا بعضا به ، والبراء العقدي لكل منا تجاه ما يخالف معتقده لا يمنع المحبة والتعايش والتعاون والتضحية جنبا إلى جنب في سبيل وطننا .
فالجندي المسيحي ليس قتيل ولكنه شهيد الوطن وشهيد لله وفق معتقده هو ، والمسلم شهيد للوطن وشهيد لله وفق معتقده أيضا 
 
أما قضية الجنة والنار فتلك مرتبطة بصواب المعتقد وفق ما يرضاه الله ، فأنا كمسلم إعتقادي أنه لا جنة لمن لم يقبل بعقيدة التوحيد ، ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ، وأخي المسيحي لديه قناعة بصواب معتقده وأنه في الجنة.والإختلاف بين البشر سنة الله في كونه .
قال تعالى:
 {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [هود: 118-119]

فلنترك قصة الجنة والنار ليوم الفصل ولنتمسك بثوابت المعتقد دون تفريط ولنبتعد عن التنابذ بالألقاب وشق الصفوف ، فما يصح في مناظرة بين رجال الدين أو في البحث في مجال العلوم الدينية هو هو لا يصح أن نتنابذ به ولا نجعله سبب للفرقةفكما ورد فالسنة أن هناك شهيد مسلم من أول من سيلقى في النار لفساد النية والنوايا من شأن رب البرايا .

وإلى من يفرط في ثوابت العقيدة ظنا بائسا أنه بذلك يجمع وهو بتفريطه يفرق ويستدعي تطرف ليواجه تفريطه ، التقارب والمحبة والتعايش لا تكون على حساب ثوابت العقيدة ولا يمنع التمايز والإختلاف العقائدي من الحب والتعايش والتعاون والموت جنبا إلا جنب دفاعا عن الأرض والعرض .
لقد بدأت العلاقة المسيحية الإسلامية مبكرا عند ملك نصراني عادل يسمى النجاشي حمى المعتقد الآخر ولما أراد عمرو بن العاص زرع الفتنة رد المسلمون بحقيقة معتقدهم دون تفريط وبكل أدب وإحترام للآخر دون تجريح .
وكان انتصار الفرس عبدة النار على المسيحيين الروم مدعاة لحزن المؤمنين وكانت البشارة بانتصار الروم في بضع سنين فرحة للمؤمنين 
إن الذي يجمعني بأخي المسيحي رحم لحواء وحب للوطن وجوار ومودة وما إختلفنا فيه من أمر الإعتقاد مرده إلى الله يفصل بيننا يوم الفصل ولن يكون سببا لنتباغض أو نتنابذ بالألقاب بل سنظل دما واحدا ومصيرا واحدا ويجمعنا وطن واحد ، ونسأل الله لي ولأخي المسيحي الهداية لما يرضى الله وأن يرحم الله شهدائنا من المسيحيين والمسلمين بقدر ما قدموا من تضحية 
وحفظ الله مصر بكم جميعا ولكم جميعا ووقاكم شر الفتن
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام