إشتعلت الجامعات المصرية كما توقعت لأننا دائما نفتقد النظرة الإجمالية للصورة ونكتفي بظواهر الأزمة وسياسة رد الفعل ، لا يستطيع منصف أن ينكر أن الوضع السياسي هو العامل الرئيسي في تلك الأحداث ، ولا يمكن أن ننكر إستغلال الإخوان الفاشلين الذين ضيعوا 25 يناير للوضع السياسي ومحاولة كسب أرباح في وهم عودة شرعيتهم المزعومة ولو الثمن هو الوطن .
وليس الحل لترويض الشباب في وزارة أو ترضية في مجلس هنا أو هناك بل الشباب بحاجة للأمل .
وفي تلك المرحلة الحرجة أن تبتعد الدولة وتصدر شركة خاصة ينظر إليها قطاع من الشباب أنها شركة لحماية من يرونهم فاسدين وأنها عصا لنظام مبارك سواء كان لهذا الكلام وجاهته أم لا فتلك خطيئة فهذه مرحلة الدولة وليس أي شركات خاصة .
بعيدا عن الإخوان ودورهم أسلط الضوء على شباب الجامعات ونبض الوطن وأمله في الغد .
أيها الساسة وأولي الأمر إن جوانب المشكلة متعددة أولها وأسهلها إحترام رجل الأمن المحترف للقانون المنوط به تطبيقه وبالتالي إحترامه لآدمية المواطن عامة والشباب خاصة وتفعيل الرقابة للحد من تجاوزات رجال الأمن المعنوية والمادية ، فعندما أدخل بنك خاص وأجد إحترام وآدمية من فرد الأمن لتأميني أولا وأخيرا ، لو طلب خلع ملابسي لفعلت ، فهناك أزمة نفسية بين المواطن بصفة عامة والشباب بصفة خاصة وأي رجل أمن حتى لو خاص ، سببتها تجاوزات الشرطة وخاصة على مستوى الأفراد والرتب الصغيرة وتحولها لعصا الحاكم وليس سيف القانون .
الأمر الآخر التفريق بين الممارسة الحزبية المرفوضة والممارسة والتربية السياسية الوطنية داخل الجامعات وخلق نشاط حقيقي سياسي وطني وثقافي وعلمي داخل الجامعات
ثالثا والأهم والأخطر زرع الأمل في نفوس الشباب ، وترسيخ حقيقة أن الوطن وطنهم وليس للسادة وهم العبيد والخدم .
كرامة الشاب وإحترامه وأمله في الغد بلا وساطة ولا فساد ولا محسوبية ، وأن عرقه وجده هم واسطته للغد ، تلك هي الوصفة السحرية لإعادة القيمة للعملية التعليمية داخل الجامعات المصرية البعيدة عن التصنيف العالمي للجامعات والتي يعلم الجميع ما هي كفاءة مخرجاتها
إن إفتقاد الشباب للأمل ولإحساسهم بأنهم ملاك الوطن وإفتقادهم لقيمة المال العام وإحساسهم أن كرامتهم غير مصانة في بلادهم وأن الغد ليس ملكهم هو جوهر المشكلة ومن هنا يبدأ الحل
ليست هناك تعليقات: