هل إنتهى الإستعمار
منذ بداية حركات التحرر الوطني ضد المستعمر عقب ضياع الوطن العربي وتقسيمه كغنيمة حرب بعد الحرب العالمية ، وظهور الحركة الإسلامية ونفض الغبار عن الفكر الإسلامي الضائع آنذاك ، وظهور العلمانية المتطرفة والتي بذرت بذورها الحملة الفرنسية مما إقتضى ظهور محافظين ومتسلفين لمجابهة التطرف العلماني بتطرف محافظ .
الإستعمار الفكري
ضاع الوطن العربي وضاع العالم الإسلامي بل والعالم الثالث عموما فحتى مع إنتهاء الإحتلال العسكري في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ظل الإستعمار باقيا حتى يومنا هذا ، فقد سحب الإحتلال جنوده وترك أفكاره وترك من يقاتلون عنه وينفذون مخططاته بجهل أو عمالة .
فشل التجربة القومية
مرت أمتنا بتجربة قومية من بعثية وناصرية فشلت بعد أن إنحرفت لتحولها لديكتاتوريات ، ولإلتفاف المنتفعين حولها وتفريغها من مضمونها وتحويلها لمجرد سياط لجلد ظهر الشعوب باسم الوحدة ، ولصدامها مع الدين أحيانا ومع الوطنية القطرية التي غرسها الفكر الصهيوني فالعقول ، فكان جنودها من بيننا وربما معظمهم حسن النية ولكن عقولهم أسيرة الأطر الفكرية التي رسمها الإستعمار .
------------------
هل نجحت الوطنية القطرية في الحفاظ على دولها ؟
فشلت التجربة القومية وإزدهرت الوطنية القطرية وظن البعض من أسرى الفكر الصهيوني أن الوطنية والحدود وفق سايكس بيكو هي الحل .
وإكتفت الدول العربية بخلافتها المقصودة والمتعمدة حول حدودها المشتركة ، وزاد التطرف القطري وتم إستغلال الإعلام والرياضة والفن وكل السبل لتعميق الهوة بين الأقطار العربية ،
وفجأة بدأ التقسم الجديد وإنهارت القطريات وبدأ ظهور الدويلات وبدأت الفوضى الخلاقة ، مستغلة الظلم والفقر والجهل الذي عانت منه شعوبنا المقهورة وأثبتت الوطنية القطرية فشلها الزريع
ففي وقت يتوحد فيه الأوربيين نتشرذم نحن أكثر وأكثر.
------------------------
خطايا الإسلاميين
أثناء تلك المراحل كان هناك الإسلاميين الذين تشعبوا وتفرعوا ولو كانت نشأتهم طيبة المقصد فقد تم إختراقهم فكريا وتنظيميا ، وإختلقوا عداء مع الدولة الوطنية ومع القومية العربية وطبيعي مع العلمانيين .
وصل الإسلاميون للحكم ففشلوا في السودان وقسموها بعد أن إنقسموا على أنفسهم وضيعوا أفغانستان ودخلوا بحرب طاحنة في الجزائر ، وكان الربيع العربي وإستمر فشل الإسلاميين فضاعت ليبيا وتأزم الوضع في مصر وتونس وضاعت سوريا واليمن ومن قبل الجميع العراق وضاعت العروبة يوم إعدام صدام حسين صبيحة العيد ، أما فلسطين فهي أول خطوة كانت في طريق الضياع .
زادت حركات التكفير وبدلا من القاعدة ظهرت داعش وعشرات القواعد بمسميات مختلفة .
المخرج من المأزق
الصورة الآن فيها مشروع قومي فشل ومشروع إسلامي فشل وأفشل مشروع الدولة الوطنية وأصبحنا نعاني من التدمير الذاتي والإحتلال الثقافي والفكري الذي تهنا في دهاليزه .
نحن بحاجة لمشروع فكري جديد يتجاوز أخطاء الماضي ويتحرر من قيود الإستعمار والفكر الصهيوني الذي أشربناه عنوة دون مقصد ، بحاجة لمشروع فكري عربي قومي إنساني يتجاوز العنصرية والطائفية ، ويعلن القطيعة مع أخطاء التجربة القومية ويحترم واقع الدولة الوطنية ، إذ أن بداية الوحدة تبدأ من الحفاظ على الدولة الوطنية .
مشروع متصالح مع الدين مرتكز على ثوابت ومقاصد الشريعة الإسلامية محترما لخصوصيات الأقليات الدينية متجاوز لأخطاء الإسلاميين والفكر الرباني العصي على النقد
المعركة أصبحت معركة بقاء بعد أن أصبحنا مهددين بالفناء
هذا المشروع بحاجة لتأطير فكري جديد ، بحاجة لعلماء الإجتماع وعلماء السياسة والإقتصاد وخبراء الإعلام والتعليم والثقافة وأقلام المثقفين الحقيقيين لبناء حالة فكرية نستطيع من خلالها تجاوز عنق الزجاجة والنجاة لبر الأمان من خلال التعايش والبناء على المشتركات وتجاوز الصدامات المفتعلة بين مكونات الأمة.
فهل يفطن الساسة ومن بيدهم الأمر لتلك الحقيقة ويقدمون أهل الفكر والكفاءة ، أم يظل التافهون يتصدرون المشهد ويحرقون ما تبقى من أوطان منهكة ؟
منذ بداية حركات التحرر الوطني ضد المستعمر عقب ضياع الوطن العربي وتقسيمه كغنيمة حرب بعد الحرب العالمية ، وظهور الحركة الإسلامية ونفض الغبار عن الفكر الإسلامي الضائع آنذاك ، وظهور العلمانية المتطرفة والتي بذرت بذورها الحملة الفرنسية مما إقتضى ظهور محافظين ومتسلفين لمجابهة التطرف العلماني بتطرف محافظ .
الإستعمار الفكري
ضاع الوطن العربي وضاع العالم الإسلامي بل والعالم الثالث عموما فحتى مع إنتهاء الإحتلال العسكري في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ظل الإستعمار باقيا حتى يومنا هذا ، فقد سحب الإحتلال جنوده وترك أفكاره وترك من يقاتلون عنه وينفذون مخططاته بجهل أو عمالة .
فشل التجربة القومية
مرت أمتنا بتجربة قومية من بعثية وناصرية فشلت بعد أن إنحرفت لتحولها لديكتاتوريات ، ولإلتفاف المنتفعين حولها وتفريغها من مضمونها وتحويلها لمجرد سياط لجلد ظهر الشعوب باسم الوحدة ، ولصدامها مع الدين أحيانا ومع الوطنية القطرية التي غرسها الفكر الصهيوني فالعقول ، فكان جنودها من بيننا وربما معظمهم حسن النية ولكن عقولهم أسيرة الأطر الفكرية التي رسمها الإستعمار .
------------------
هل نجحت الوطنية القطرية في الحفاظ على دولها ؟
فشلت التجربة القومية وإزدهرت الوطنية القطرية وظن البعض من أسرى الفكر الصهيوني أن الوطنية والحدود وفق سايكس بيكو هي الحل .
وإكتفت الدول العربية بخلافتها المقصودة والمتعمدة حول حدودها المشتركة ، وزاد التطرف القطري وتم إستغلال الإعلام والرياضة والفن وكل السبل لتعميق الهوة بين الأقطار العربية ،
وفجأة بدأ التقسم الجديد وإنهارت القطريات وبدأ ظهور الدويلات وبدأت الفوضى الخلاقة ، مستغلة الظلم والفقر والجهل الذي عانت منه شعوبنا المقهورة وأثبتت الوطنية القطرية فشلها الزريع
ففي وقت يتوحد فيه الأوربيين نتشرذم نحن أكثر وأكثر.
------------------------
خطايا الإسلاميين
أثناء تلك المراحل كان هناك الإسلاميين الذين تشعبوا وتفرعوا ولو كانت نشأتهم طيبة المقصد فقد تم إختراقهم فكريا وتنظيميا ، وإختلقوا عداء مع الدولة الوطنية ومع القومية العربية وطبيعي مع العلمانيين .
وصل الإسلاميون للحكم ففشلوا في السودان وقسموها بعد أن إنقسموا على أنفسهم وضيعوا أفغانستان ودخلوا بحرب طاحنة في الجزائر ، وكان الربيع العربي وإستمر فشل الإسلاميين فضاعت ليبيا وتأزم الوضع في مصر وتونس وضاعت سوريا واليمن ومن قبل الجميع العراق وضاعت العروبة يوم إعدام صدام حسين صبيحة العيد ، أما فلسطين فهي أول خطوة كانت في طريق الضياع .
زادت حركات التكفير وبدلا من القاعدة ظهرت داعش وعشرات القواعد بمسميات مختلفة .
المخرج من المأزق
الصورة الآن فيها مشروع قومي فشل ومشروع إسلامي فشل وأفشل مشروع الدولة الوطنية وأصبحنا نعاني من التدمير الذاتي والإحتلال الثقافي والفكري الذي تهنا في دهاليزه .
نحن بحاجة لمشروع فكري جديد يتجاوز أخطاء الماضي ويتحرر من قيود الإستعمار والفكر الصهيوني الذي أشربناه عنوة دون مقصد ، بحاجة لمشروع فكري عربي قومي إنساني يتجاوز العنصرية والطائفية ، ويعلن القطيعة مع أخطاء التجربة القومية ويحترم واقع الدولة الوطنية ، إذ أن بداية الوحدة تبدأ من الحفاظ على الدولة الوطنية .
مشروع متصالح مع الدين مرتكز على ثوابت ومقاصد الشريعة الإسلامية محترما لخصوصيات الأقليات الدينية متجاوز لأخطاء الإسلاميين والفكر الرباني العصي على النقد
المعركة أصبحت معركة بقاء بعد أن أصبحنا مهددين بالفناء
هذا المشروع بحاجة لتأطير فكري جديد ، بحاجة لعلماء الإجتماع وعلماء السياسة والإقتصاد وخبراء الإعلام والتعليم والثقافة وأقلام المثقفين الحقيقيين لبناء حالة فكرية نستطيع من خلالها تجاوز عنق الزجاجة والنجاة لبر الأمان من خلال التعايش والبناء على المشتركات وتجاوز الصدامات المفتعلة بين مكونات الأمة.
فهل يفطن الساسة ومن بيدهم الأمر لتلك الحقيقة ويقدمون أهل الفكر والكفاءة ، أم يظل التافهون يتصدرون المشهد ويحرقون ما تبقى من أوطان منهكة ؟
ليست هناك تعليقات: