مساحة إعلانية

د.عاطف عتمان يكتب وقف إطلاق النار في غزة إنتصار أم إنكسار

عاطف عبدالعزيز عتمان أغسطس 27, 2014



عقب كل وقف إطلاق نار بعد جولة من جولات الصراع العربي الإسرائيلي تشتعل حرب من نوع آخر لتكسير عظام الأمة التي أصبحت بلا عظام ، مابين داعمي المقاومة والذين يبالغون في إتفاق وقف إطلاق النار كأننا حررنا القدس ، وألقينا إسرائيل في البحر وبين الجانب الآخر ، والذي تزايد هذه المرة بسبب أزمة الحركات الإسلامية والذي يهدي إسرائيل إنتصارا هي نفسها عجزت عن ترويحه .
فالبعض بعد أن كان في السابق يفرح بصمود المقاومة يجد في حلقه اليوم صعوبة بالإعتراف بالصمود لحماس بسبب إشكالية الإخوان .

كانت دولة 67 معروضة وإعتبرناها خيانة وخائن كل من يقبل بها وأصبحنا اليوم أسمى أمانينا أن نصل لحدود 67 بالقدس الشرقية ، هل نتعلم الدرس ؟

 هل إنتصرت المقاومة في غزة أم إنكسرت ؟
 بنظرة موضوعية فمعايير النصر أو الهزيمة هي من تحدد الجواب ونسبة تحقيق الأهداف هي من تحدد نوعية وكمية الإنتصار .
بدأت إسرائيل جولتها تلك مستغلة الإنشغال العربي بداخله المأزوم ، والتناقضات بين حماس وغالبية الأنظمة بل وإنضم قطاع من الشعوب لتلك التناقضات ، وكان للصهاينة أهداف معلنة منها نزع سلاح غزة وتدمير الأنفاق وإعادة إحتلال أجزاء من غزة وتقسيمها إلي قطاعات ، وكان هدف الفلسطنيين هو الصمود وعدم الركوع لإسرائيل ، والحفاظ على كيان المقاومة وفك الحصار والقضايا المعروفة من الميناء والمطار والإعمار،
والأسري .
كانت المبادرة المصرية كفيلة بتقليل التكلفة البشرية والمادية للإجرام الصهيوني ولكن التناقضات في المنطقة تسببت في رفضها وواصلت المقاومة الصمود ، وكان الإحتضان الشعبي لها واضح مع تزايد النزيف كل ساعة.
أكد وقف إطلاق النار الأخير بشروط أقرب ما تكون للمبادرة المصرية  خطأ بعض حسابات قادة حماس والمقاومة فبعد ما يزيد عن  2000شهيد معظمهم أطفال ونساء وشيوخ وأكثر من 11000 جريح ومصاب وهدم البيوت والمساجد والمدارس في 51 يوم من الإجرام الصهيوني ،كانت المبادرة المصرية تقريبا هي المخرج ومن القاهرة تم وقف إطلاق النار  .

على مستوى إسرائيل فقد فشلت فشلا ذريعا في غزة فحصيلة إجرامها لم يتعدي ضرب البنية التحتية والأبرياء وتدمير هيكل غزة دون تحقيق نجاح يذكر بإنهاء المقاومة ، أما علي مستوى المقاومة فقد حققت إنجازات عديدة مع ضخامة التضحيات
الإنجاز الأول هو وقف إطلاق النار الذي لم يكن ليتحقق لولا صمود الشعب الفلسطيني مما أجبر الصهاينة على قبوله نظرا لما تعانيه إسرائيل وعدم مقدرتها على حرب إستنزاف طويلة .
الإنجاز الثاني هو وحدة الموقف الفلسطيني وقيادة عزام الأحمد للمفاوضات حتى النهاية.
 الإنجاز الثالث هو  إحياء القضية الفلسطينية والتي وإن تخاذل عنها الموقف الرسمي العربي فقد ظهر في أمريكا اللاتينية وأحرار العالم عربا جدد، وعلى الأنظمة العربية أن تتمترس خلف دول عدم الإنحياز وتمد صلات قوية بامريكا اللاتينية فمن يتغطى بالولايات المتحدة عريان وأسألوا التاريخ المعاصر .

 الإنجاز الرابع هو إتمام الإتفاق من القاهرة بحضور حماس وهنا على الرئيس الفلسطيني من أجل فلسطين أن يقود مصالحة حقيقية بين حماس ومصر تقوم على أن تكون المقاومة خارج دائرة الصراعات السياسية بدول الجوار وأن تستعيد بوصلتها في الإتجاه الصحيح وهو العدو الصهيوني فقط.

 لقد قاوم المصريون الإنجليز وهم القوة العظمى آنذاك ولم يتكلم أحد عن موازين القوة ، فمن حق المحتل أن يدافع عن أرضه وكرامته فإن تفوق المحتل بالسلاح والعداد فصاحب الحق لديه عقيدة وصراعه صراع وجود .
إن المشكلة الحقيقية هي الإحتلال والحل الوحيد الدائم هو زواله ومن حق الشعوب المحتلة أن تقاوم وتنتفض ولا يتكون المعادلة إما القبول بالإحتلال والأمن وإما إستباحة الدماء بل حقيقة المعادلة إنهاء الإحتلال فالأمن .
 
صمود الشعب الفلسطيني أكثر من 50 يوما ضد أقوى جيوش المنطقة وأكثر جيوش العالم إجراما هو إنتصار لكنه إنتصار مرحلي محدود وتكلفته باهظة يجب أن بجني منه الفلسطنيين أكبر المكاسب دون أن يشغلنا ذلك عن محاسبة النفس والإعتراف بالأخطاء من أجل الإستعداد للجوﻻت القادمة

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام