أي تجاهل للجانب
العقائدي لدى الحركة الإسلامية عموما والإخوان خصوصا فهو دفن للرؤوس فالرمال.
في العقد الثاني
من عمري إستفذني الصراع السلفي الإخواني وبسذاجة ظننت أنني يمكنني أن أقوم بالمصالحة
طالما أن كلاهما أهل حق ودعاة دين ، فسألت شيخ سلفي لماذا الخلاف ولماذا التناحر وكلاكما
إسلامي ؟
وكان الجواب صادم
قال إنهم أي الإخوان
عقيدة فاسدة!!!!!
أعود للتنشئة داخل
الإخوان والتي يتم فيها تركيع العقول بإستخدام الدين يستوى في ذلك أستاذ الجامعة وطالب
الإعدادي فأي سلطان أقوى من سلطان الدين يتم به تركيع العقول ..!
القدس والخلافة
العثمانية التي لولا إنهيارها ما ضاعت فلسطين وسمو الدين على الأوطان والأعراق والأنساب
، ومصعب الذي ضحى بمحبة أمه لله ، وعبدالله بن عبدالله بن أبي بن سلول الذي أراد قتل
أبيه لله ، وصهيب وسلمان وبلال وأبوبكر وكيف إنصهروا ، والعدل والجنة والجهاد الغائب
والحور العين .
كل تلك المعاني
لا خلاف عليها لكن الخطيئة الكبرى والإنحراف أنهم جعلوا للإخوان راية إختلطت عندهم
براية الإسلام ، وأصبحوا حملة لواء الشريعة ووقعوا في فخ التصنيف ديار كفر وديار إسلام
، ونسوا أن ديارنا وإن تاهت وإنحرفت لكنها تظل ديار إسلام ، وتلك خطيئة سيد قطب ومن
سار على دربه .
هنا يتم غرس أن
راية الجماعة هي راية الإسلام وأن قيادات الجماعة قيادات ربانية تعذب وتسجن وتجود بأنفسها
من أجل راية الإسلام التي تاهت في راية الإخوان ،
وهنا تكون تصرفات
وأقوال تلك القيادات الربانية ليست محل نقاش وواجبة الطاعة لأنهم أطهار ربانيون يحملون
مشعل الحق والهداية ،
وهذا يفسر تقبيل
الأيادي وخلافه من مظاهر تعظيم مبالغا فيها ، وخضوع القواعد للقيادات التي تتمتع بحصانة
روحانية ،
وتبقى آفة الحركات
الإسلامية في إحتكارهم للحقيقة وتناحرهم في أفغانستان واضح ، ولو إستقر للإخوان الأمر
لدخلوا بصراعات دامية بينهم وبين الإسلاميين الأخرين ولكن الله سلم .
بعد التركيع العقلي
والشحن المعنوي وإختبارات الطاعة والتربية الروحية والجسدية يأتي التجنيد ثم البيعة
للمرشد حامل راية الإسلام في تشييع للمذهب السني خطير وخلق ولاية الفقيه التي لا يعترف
بها أهل السنة ،
وأخطر ما في البيعة
القسم لراية الإخوان وهناك تسجيل بصوت مرشدهم الحالي وترديد الأتباع لبيعته ولرايته
.
وهذا نص البيعة
:
أبايع بعهد الله
وميثاقه على أن أكون جنديا مخلصا في جماعة الإخوان المسلمين ، وعلى أن أسمع وأطيع في
العسر واليسر ، والمنشط والمكره ، إلا في معصية الله ، وعلى أن لا أنازع الأمر أهله
، وعلى أن أبذل جهدي ومالي ودمي في سبيل الله ما استطعت إلى ذلك سبيلا ، والله على
ما أقول وكيل .
(فمن نمكث فإنما
ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد الله عليه فسيؤتيه أجرا عظيما )
علي بن أبي طالب
وهو من هو خرج عليه بعض الصحابة لسوء فهمهم للأمر ، فلم يسلموا عقولهم لأمير المؤمنين
وهو من هو أبو الحسنين ،
وأتباع الجماعة
ينحرون عقولهم على عتبات المرشد بحجة ربانيته ،ولم أعلم في الإسلام بيعة لرباني أو
كيف أكتسب صفة رباني !!
هل هناك تنظيم
دعوي يحمل هم الدين ويعيش في بلد إسلامي وحكامه وإن ظلموا مسلمين مالم يعلنوا كفرا
بواحا أن يدرب منتسبيه على شفرة
هل المدرسين المنتمين
للجماعة مؤتمنون على أطفالنا ؟
في الحلقة القادمة
من خطايا الإخوان بمشيئة الله
ليست هناك تعليقات: