مساحة إعلانية

رمضانيات ...الأزهر متى يعود ؟....بقلم د.عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان يوليو 06, 2014



الأزهر الشريف في مصر حكاية كبرى يجب أن نتوقف أمامها ، 
في أحد الحوارات التليفزيونية  وكان الضيوف أحد علماء الأزهر وأحد علماء إخوتنا الشيعة وأحد مشايخ السلفيين وأحد القساوسة .

وبعيدا عن مضمون الحوار الذي يتغير كل حلقة وجدت نفسي أقف عند الأزهري مهما تغير العالم الذي يمثل الأزهر ،
فالشيخ السلفي يعتمد على طبقات الصوت والتخشع في القراءة وإلتقاط  قصاصات الجرائد والمواقع ، وكل همه تبرير تكفير الشيعة ، ويدعوا للوحدة ولكن على أن يذهب الجميع إليه ، ويصر كلما أقر العالم الشيعي أمرا أن يتهمه بالكذب والتقية ،وكأن الرجل معه جهاز كشف الكذب !!!

أما الأزهري فمعه قواعد العلم ، وينظر للصورة من معظم جوانبها ودون دغدغة مشاعر أولعب بالعواطف المذهبية أو الدينية ، وقد حدد أسس الحوار أن للشيعة مراجعهم الفقهية ومصادرهم ، وللسنة نفس الشيء ، وليس المقصود من الحوار تغير أي من المتحاورين معتقده ، بل هدف الحوار توضيح وإظهار بينة ورأي كل فريق أمام الجمهور ، فهو كشف للحقائق من مختلف وجهات النظر .

بعد الإبحار في بحور الصوفية ونقائها وإنشغالها بالجهاد الأكبر للنفس وربما بعض الهلامية في التطرف الصوفي ، وبعد التعمق في المنهج السلفي والمعاناة من جموده وجفافه وظاهريته ، رأيت الأزهر فيه بحار الصوفية النورانية وفيه ضوابط السلفية فكان وسطيا بحق وكيف لا وقد توسط إعتقادا بين السلفية والمعتزلة وأهل الكلام فكان أشعري العقيدة سني المذهب مع إجلال المذهب الجعفري  .

الأزهر الذي أنشىء شيعيا فصار منارة للمذاهب السنية وللتقريب مع إخوتنا الشيعة وفق إحترام معتقد الآخر، والذي تسبب غيابه وإلتصاقه بالسلطة والفراغ الذي تركه بظهور التطرف والتكفير .

آن الأوان ليعود الأزهر سيفا للأمة ومنارة للعلم الإسلامي الصحيح ومستقلا عن أية سلطة ..

دون أن يملأ الأزهر الفراغ سيملأه غيره وسنظل نعاني الأفكار المنحرفة ..
فهل آن للأزهر أن يعود  ؟؟
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام