مساحة إعلانية

خطايا الإخوان ..الحلقة الخامسة .دولة داخل الدولة ...بقلم د. عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان يوليو 12, 2014



مشكلة الإخوان أو أي معارض مع نظام الحكم شيء مفهوم ومقبول ، إن إلتزم بالقانون والدستور كانت معارضة سياسية ، وإن تجاوزهم ووجد حاضنة شعبية ونجح كانت ثورة ، وإن فشل كان محاولة لقلب نظام الحكم ، أما معارضة الدولة فهذه هي الخطيئة ، فحتى في الفكر الوحدوي والأممي الأساس فيه واللبنة الأولى هي الدولة القطرية الوطنية .

جماعة الإخوان نظرا لإنتهاجها البراجماتية السياسية والتي لو جازت لحزب فلا تجوز لحركة دعوية اتسمت علاقتها بالدولة بشد وجذب منذ الملكية فالتنظيم الخاص والندم على إنشائه ، مرورا بشهر عسل مع ثورة يوليو لم يدم طويلا لمرحلة القطبية وإحياء فكر التنظيم الخاص لمراجعة فكرية مثلها كتاب دعاة لا قضاة ، ثم مصالحة وإعادة بناء للجماعة في عهد السادات وشد وجذب في عهد مبارك وتعايش مع نظامه.
الإخوان كانت تصنف نفسها على أنها جماعة إصلاحية فحاولت تقمص الثورية عقب 25 يناير فتاهت تركت إصلاحيتها ولم تنتهج الثورية وأذهلها بريق السلطة .

كان الإخوان الأكثر إنفتاحا على المسيحيين ومع ذلك كانوا دائما في قواعدهم ما يتهمون الكنيسة أنها أقوى من الدولة ولديها ماليتها وسلاحها ، وأن ضابط أمن الدولة الذي ينتهك حرمة المسجد لا يجرؤ على المرور من جانب كنيسة ، وكان هذا مبرر كافي لتكون الجماعة دولة صغيرة داخل الدولة ولها قانونها الخاص .

ربما تورط البابا شنودة في الشأن السياسي أكثر ممن قبله من باباوات كنيستنا الأرثوذكسية أطفى على تلك التهم التي لا أملك نفيها أو إثباتها شيء من المصداقية .

لكن ما أستطيع تأكيده أن الدولة المحترمة لا تسمح لا لمسجد ولا لكنيسة ،
لا لحزب ولا جماعة أن تفرض سطوتها وتصبح دولة داخل الدولة .

يرصد الباحثون تغير فكري في سلوك الجماعة وهو ما سمي سلفنة الإخوان وخروجها عن نهج السلفية الإصلاحية المستوحاة من منهج الإمام محمد عبده والشيخ الأفغاني والشيخ رشيد رضا إلى السلفية الوهابية والتي ذابت هوية الجماعة فيها والتي ربما جرفت الفكر للعودة للسلفية الجهادية ومرحلة القطبيين ، وخاصة أن الجماعة تخلصت مما يسمى التيار الإصلاحي أو البناوي وسيطر القطبيين وبقايا التنظيم الخاص على زمام الأمور فيها .

وإستمرارا لخطايا الجماعة تمت السيطرة علي النقابات ، وفسادهم في النقابات الذي أستطيع رصده يتمثل في خيانة مهنية النقابة ، وتحويلها لزراع سياسي للجماعة تستخدمه ضد الدولة ، وتجاهلها سبب إنشائها وهو حقوق أبناء النقابات وقضاياهم .

فضلا عن الفساد الواضح بتعيين الأهل والعشيرة وأهل الثقة داخل مفاصل النقابات .
كانت دائما العاطفة حاضرة للتجارة بقضايانا الدينية ومظالمنا الإقتصادية وتركيع العقول على عتبات الدين وكان الحزب الوطني ونظام مبارك أثمن هدية للجماعة وكان فساد نظام الحكم مادة دسمة تتغذي عليها الجماعة حتي أصبحت ديناصور تصور أنه قادر على إبتلاع الدولة .

الإخوان و25 يناير مالهم وما عليهم في الحلقة السادسة من خطايا الإخوان
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام