لاصوت يعلو على
صوت رفع الدعم وزيادة أسعار الوقود.
السيسي في وسط
النيران ويجرؤ على ما عجز عنه السادات ومبارك ومرسي .
الحالة السياسية
حاضرة بقوة والتجارة بأزمات الوطن بضاعة رائجة
..........
أثارت قرارت الحكومة
الأخيرة أولها زيادة سعر الوقود وأخرها الضرائب على السجائر والمشروبات الكحولية حالة
من السخط وسط قطاع عريض ، ونشطت جماعة الإخوان لإستخدام الحدث في محاولة لتأزيم الوضع
الداخلي ، والتي تراهن من خلال إحداث حالة من عدم الإستقرار على إنهيار إقتصادي يعقبه
عودتهم للحكم .
وبعيدا عن النخاسة
السياسية بآلام المواطن ننظر للموضوع بموضوعية ومن كافة الزوايا .
مما لا شك فيه
أن الغالبية من هذا الشعب تعاني حتى مع وجود الدعم معاناة قاسية لا يدرك كنهها كثير
من المنظرين ، ومما لاشك فيه أيضا أن الوضع الإقتصادي المصري في غاية الصعوبة وأن الرئيس
لا يملك أية حلول سوى ترشيد الإنفاق ، وأنه دخل عش الدبابير وأقدم على جراحة إنقاذ
لجسد الإقتصاد المصري في ظروف حرجة وبالغة التعقيدات .
السيسي غلى الأسعار!!!!
، العبارة الأكثر
إنتشارا اليوم والعبارة الأخرى شماتة أنصار الرئيس الذي رخص سعر المانجو خليهم يشربوا
!!!
بمنتهى البساطة
تلك هي حقيقة الصورة ،
مصروفك يفوق دخلك
ومديون لطوب الأرض وسنويا يزداد الدين وتزداد فوائده فلابد من مخرج ؟
لكن علي الجانب
الأخر من يستطيع دفع تلك التكلفة الإجبارية ؟
وماذا عن من نفذ
رصيدهم ولم يعودا قادرين على إجراء أى إتصال .!!
هنا تتضح مهارة
الحكومة في تدخل جراحي ناجح ينقذ حياة المريض و لا يقضي عليه .
وقد بدأت قواتنا
المسلحة وأكررها قواتنا المسلحة المصرية بالمساهمة في محاولة لتخفيف العبء عن طريق
ضخ مواد غذائية بأسعار منضبطة ومحاولة حل جزء من أزمة المواصلات عن طريق أتوبيسات الجيش
، ولكن الرئيس والحكومة هم المسؤولون عن نجاح تلك الجراحة والرعاية أثناء فترة النقاهة
.
مطلوب تشريعات
فورية حاسمة لضبط الأسواق ولضبط أسعار المواصلات ولتبني خطة عاجلة لرفع كفاءة النقل
العام ولإحصائيات دقيقة للفئات الأكثر فقرا ، وتجنيبهم أثار تلك الجراحة لأنها بالنسبة
لهؤلاء إنتحار وليست جراحة ..
من السهل جدا كتابة
مقال ناري وإدعاء بطولة زائفة والتجارة بآلام الفقراء من برج عاجي دون طرح حلول ،والغناء
على وتر الأموال المنهوبة التي فشل المجلس العسكري وحكومة مرسي في إسترداد أي شىء منها
ولكني عاهدت ربي أن لا يكتب هذا القلم إلا ما أميل لصوابه .
كان من السهل أن
يؤجل السيسي تلك القرارات عام أو إثنين حتى تستقر الأوضاع ويكسب تعاطف شعبي ويستمر
في الإستدانة ويزيد عجز الميزانية ونواصل الغرق
ولكنه قرر أن يبدأ
وقف النزيف ودخول الوطن في جراحة طوارئ وبدأ بالحد الأقصي .
لا أشك أن مصر
الأن تحكمها مؤسسة وطنية مؤهلة لحمل العبء وتدرس جيدا ما تفعل .
فمع الدعوات بالتوفيق
للحكومة المصرية أكررها هناك من لا يتحملون تلك الجراحة ، ولابد من تجنيبهم آثارها
بأي طريقة ، ولابد من إدراك أن هناك من لايملكون حزاما حتى يشدوه ، والذكاء يكمن في
كيفية العلاج وتفويت الفرصة على من يحلم بغرق هذا الوطن ، رب احفظ هذا البلد بحفظك
وأطعمنا من جوع وأمنا من الخوف .
ليست هناك تعليقات: