مساحة إعلانية

د.عاطف عتمان يكتب ..الفوضى الخلاقة حلاقة

عاطف عبدالعزيز عتمان يوليو 16, 2014



الشرق الأوسط الجديد ، الفوضى الخلاقة ، ديموقراطية الدبابة الأمريكية ، إعادة تقسيم المنطقة .

مصطلحات كثيرة والمحصلة واحدة وكانت الفوضى الخلاقة حلاقة!!!!!

لم تحلق الشعر بل حلقت ما تبقى من إستقرار وإستقلال في أمتنا الجريحة .

ضاعت الصومال ونظرا لبعدها الجغرافي وصغرها وفقرها لم يشعر بضياعها أحد ، مع أنها في موقع في غاية الخطورة حيث القرن الإفريقي ، ويقابلها اليمن والصراع الشمالي الجنوبي والحوثي السلفي وصراع بني الأحمر !!!


ثم كانت خطيئة صدام حسين بفخ الكويت ومن وقتها ضاعت القوة العربية الثانية وبوابة الشرق العربي والشوكة في حلق الطموح الفارسي ودخلت أمريكا وإيران العراق .

 جاء ما اصطلح عليه الربيع العربي نتيجة ظلم وفقر ومرض ويأس نتيجة عقود إستبداد وسرقة لأقوات الفقراء وكانت نتائجه كارثية وبإستثناء تونس حفظها الله فبلاد الربيع تعاني الخريف .

ليبيا ضاعت وأوضاعها تشتعل يوما بعد يوم ونموذج ليبيا فريد فهي متجانسة الدين والمذهب والعرق إلا من بعض البربر والذين ليسوا جزء فاعل في الصراع ومع هذا الصراع دامي بين الإخوان وحلفائهم وحفتر وحلفائه .

والسودان إنقسمت وفي طريقها لمزيد من التقسيم .

أما سورية النازفة فقد تم اللعب بورقة العلويين والسنة ودخلت الدواعش وحزب الله ، وأصبحت أرض بلا أرض ووطن بلا مواطنين وموطن لكل الغربان .!!!!

والبحرين متأزمة وجراح الأمة نازفة .

في مصر قيض الله لها جيشا مهنيا منضبطا وحتى اللحظة صامد ضد التخريب ومحاولات التقسيم ،
أما شرف العرب الضائع ومقدسات المسلمين المغتصبة منذ 48 فما زالت تنزف مع العدوان الصهيوني الحالي على غزة ،
والمتغيرات في هذا العدوان كبيرة وتحتاج لوقفات .

لم يعد قطاع كبير من المواطنين يطالب بفتح المعابر كما كان سابقا خوفا من جماعات الإرهاب وتورط حماس بدعم نظام المعزول .

القوات المسلحة المصرية أرسلت قافلة مساعدات لغزة وتعرضت لتهكم أنصار الجماعة الذين يستغلون دماء غزة لتدمير مصر بجهل أو تآمر ليس هنا محل النقاش .

الغريب أن حتى بعض أنصار نظام الحكم الجديد وخاصة بعد دماء سيناء النازفة إنتقدوا الخطوة وحلموا أهلنا بغزة مسؤولية حماس ، ومسؤولية دمائنا التي تنزف بسيناء جراء الإرهاب الأسود !!

محصلة الفوضى الخلاقة أصبحت واضحة ، جبهات داخلية ممزقة وشعوب منقسمة على نفسها ، إما مذهبيا أو فكريا أو عرقيا 
، والإخوان طرف في حالة الصراع سواء كانوا جناة أم مجني عليهم ، لكن الواقع أنهم أصبحوا أهم أدوات الفوضى الخلاقة بجهل أو بتآمر المحصلة واحدة.

وتحولت الفوضى الخلاقة لحلاقة ، حلقت ما تبقى من إستقرار وتجناس وبدلا من أننا كنا نعاني شروخ بين الشعوب وأنظمة الحكم ، أصبحنا نعاني شروخ بين الشعب الواحد وكراهية وصلت للقتال .
اللهم إحفظ مصر وسائر إمتنا وإجمع على الحق قلوبنا 
 

 
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام