ثم قست قلوبكم ..من أريام أفكاري د.عاطف عبدالعزيز عتمان

ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ.
الأية 74 من سورة البقرة .
ثم قست قلوبكم ، القلب هو موضع الرقة والرحمة واللين ومكان القسوة والغلظة 
فكل جارحة من الجوارح تستمد إيمانها من إيمان القلب وتستمد بطشها وتجبرها وظلمها وظلماتها من قسوة القلب ، تلك المضغة التي إن صلحت صلح الجسد كله وإن فسدت فسد الجسد كله ، تلك المضغة التي يكسوها الران من كثرة الذنوب والآثام ولا يجلوا هذا الران سوى التوبة والإستغفار .
القلب ..
هذا المتغير المتقلب فى الأحوال وهذا الترمومتر الإيماني الذى يرسم الذبذبات الإيمانية صعودا وهبوطا فى خارطة أشبه برسم القلب الإليكترونى والذى إن مات القلب وإنتهى الإيمان فيه أخرج خطا مستقيما بلا ذبذبة .
القلب عندما يخلو من الإيمان ولا يسكن غرفه إلا المادية الجافة ويترعرع الكفر بين جنباته يقسو لتفوق قسوته قسوة الحجارة الصلبة ، والقسوة فى الحجارة والجبال ميزة لآداء وظيفتها الوتدية لحفظ إتزان الأرض ، ومع ذلك فقد خر الجبل لما تجلى نور الحق سبحانه له وقد تفجرت العيون من كبد الحجارة !!!
أما قسوة قلوب بنى آدم والتي تجاوزت قسوة الحجارة ، القلوب الخربة التي أحلت المادية الجافة محل الإيمان وأحلت الكراهية مكان الحب والقسوة بدلا من الرحمة ، 
فكرهت وظلمت وقتلت وسرقت وحرقت وإنتهكت كل المحرمات والحرمات دون أن تهتز أو ترتجف لهول ما إقترفت فقد ماتت وتحجرت وتجاوزت قسوة الحجارة .
اللهم إنا نعوذ بك من قسوة القلوب ومن موات القلوب ومن خراب القلوب 
اللهم إنا نسألك قلوبا بالإيمان عامرة وبالرحمة غامرة وبالحب ممتلئة ونسألك جلود مقشعرة من خشيتك وعيونا باكية من سطوتك وعظمتك.
أما آن للقلوب المتحجرة ..أما آن للقلوب القاسية ....أما آن للقلوب الكارهة أما آن للقلوب المظلمة ....أن تخشع لذكر الله ؟؟؟