معجزة الإسراء والمعراج الخالدة ستظل حاضرة وخالدة إلى قيام الساعة فقد خلد ذكرها الكتاب الخاتم وجعل لها سورة بإسم الإسراء..
وبعيد عن تفاصيل الرحلة التي تملأ كتب الأحاديث والسيرة أقف مع بعض اللطائف فى معجزة الإسراء والمعراج ..
وقف بعض أهل الكلام والمتفلسفين عند المعجزة ودارت أقاويل هل كانت بالروح أم بالروح والجسد أم الإسراء بالروح والجسد والمعراج بالروح فقط ...
وما بين تحليلات وردود يبقى السر فى كلمة سبحان الذى أسرى
فالذى أسرى بعبده محمد هو الله ..
وعند عظمة صاحب الفعل تعطل كل القوانين وتعجز كل العقول والأفهام ...
وقيمة الإسراء والمعراج أنها معجزة والمعجزة بطبيعتها خارقة لناموس الطبيعة ..
ويذكر الشيخ الشعراوى رحمه الله أن النبى لو أخبر قومه أنه أسرى به وعرج به روحا ما كذبه أحد فالنائم يسافر ويقطع المسافات وربما يرى الجنة والنار وإذا ذكر ما رأى لا يكذبه أحد ..
خلاصة الأمر ..
سبحان من أسرى بعبده ..فهو جل جلاله لا يعجزه شيء فى الأرض ولا فى السماء ...
النقطة الثانية أن رحلة الإسراء والمعراج وبلوغ السدرة جاء بعد عناء وحزن ..
فبعد وفاة خديجة رضى الله عنها ورحلة الطائف وما حدث فيها
ووفاة أبو طالب ..
كان النبي صلى الله عليه وسلم بحاجة لتلك الرحلة لتكون نقطة إنطلاقة لمرحلة أخرى فى حمل الرسالة
ومن هنا نستلهم دائما أن بعد العسر يسرا ...
الموقف الآخر ..
موقف الصديق أبوبكر رضى الله عنه حينما أخبره الكفار بقول رسول الله صل الله عليه وسلم ..فقال الصديق
إن كان قال فقد صدق ...
جملة بليغة فيها الكثير من الحكم أولها تعليق الصدق على صدق نقل الخبر عن الرسول الكريم .
وليس آخرها التسليم بالصدق للصادق الأمين فبعد التصديق بنبوته صل الله عليه وسلم فالتصديق بما هو أدنى أمر بديهي ..
اللهم صل على سيدنا محمد الرحمة المهداة وأرض اللهم عن الصديق وصاحب الغار وعن الصحب والآل وعنا معهم برحمتك يا الله ...
وما أبدع وصف شاعر الرسول إذ قال ...
ما رأيت أنواره سطعت .. وضعت من خيفتي كفي
على بصري
خوفاً على بصري من حسن صورته .. فلست أنظره
إلا على قدري
روحٌ من النور في جسم من القمر .. كحليةٍ
نسجت من الأنجم الزهر..........
وكل عام وأنتم بخير فى ذكرى معجزة النبى الخاتم وتكريمه من رب العالمين ...د عاطف عبدالعزيز عتمان
ليست هناك تعليقات: