الرهان الفاشل ................بقلم دكتور عاطف عتمان

راهنت جماعة الإخوان رهانا خاسرا على أن القوى المعارضة عاجزة عن هز عروشهم وربما كانوا موفقين فى رهانهم هذا فيما يخص أحزاب المعارضة ..
ولكنهم راهنوا على أن الثورات لا تقوم إلا فى فترات طويلة 
فصموا الآذان وأغلقوا الأفهام وساروا فى طريقهم كالقطار الذى يجرى على القطبان غير عابىء بعلامات التحذير ولا أماكن المزلقانات ...ولم يعملوا حسابا للغضب الشعبى ...

راهن الإخوان على أمريكا فى ضبط البوصلة الخارجية وربما يكونوا نجحوا فى ذلك ولكنهم نسوا أن يراهنوا على رجل الشارع البسيط وإحتياجاته 
فجائت حركة تمرد لتربك لهم الحسابات وتستغل الحركة حالة السخط الشعبى على فشل حكم الجماعة وحالة الخدمات المتردية 
وتلحق المعارضة بحملة تمرد بعد النجاح الملحوظ التى حققته منذ أيامها الأولى ...
وينجح الدكتور مرسى فى صهر المعارضة مع تمرد مع ما يسمى الفلول ...وتظهر بركات مرسى فبعد أن جمع المعارضة فى جبهة الإنقاذ ..جمع أطياف كبيرة من الشعب خلف تمرد ...
راهنت الجماعة على أن فوران الشارع سيهدأ ولم تعمل على التهدئة بل زادت من سخونته ...

وجاء اليوم 30يونيو ليضع الجماعة فى مآزق ويضع تمرد فى إختبار حقيقى ...هل تنجح الجماعة فى تخطى 30يونيو ووقتها لن يكبح جماحها كابح ؟
أم تتحول توقيعات تمرد لحراك فى الشارع يعلى الصوت ليزلزل كرسى مرسى ويطيح به كسابقه مبارك ؟

هل يحدث الصدام الغير محمود وتسيل دماء المصريين بأيدى بعضهم البعض ..أم تحافظ التظاهرات على سلميتها ؟

وهل تتحمل مصر إعتصام المعسكريين لفترة طويلة والبلاد على شفى إنهيار إقتصادى ..
المشاركة الشعبية الكثيفة هى ضمان سلمية المظاهرات وهى من ستعجل بحسم صراع السلطة بين الجماعة وحلفائها وباقى الشعب 

وتبقى النصيحة الأخيرة ..تمرد ..تجرد ..تظاهر ..إعتصم ..إعلن عصيانا مدنيا ولكن تبقى الدماء والأموال والأعراض حرااااااام

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

(إِنَّ مِنْ وَرَطَاتِ الأُمُورِ، الَّتِي لاَ مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا،

 سَفْكَ الدَّمِ الحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّه)