مساحة إعلانية

جمعة ظلماء ....بقلم د عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان مارس 23, 2013
جانب من الاحداث

الجمعة22 مارس يوم حزين على نفسي ومظلم على وطني ...
تتصاعد الأحداث وتزداد الكراهية وتسيل الدماء ..
وبعد أن كانت الجمع رمز للثورة ولإستكمالها أوشكت أن تتحول إلى بشارة  للإحتراب الأهلي ..
ما بين جماعة أصاب قادتها العمى السياسي فلا عادت تبصر ولا تفهم طبيعة المشهد ...
ورئيس لم يظهر منه سوى الفشل وإنعدام الرؤية وإن كرر أنه يرى ما لا نرى ويعلم ما لا نعلم ..
وبين معارضة أكثر فشلا من الجماعة فلا مرجعية فكرية واضحة لها ولا تهتم ببناء تنظيم قادر على حمل المسؤولية فى حال غياب أو تراجع الجماعة عن المشهد السياسي ..
هي حالة من صراع السلطة والسعي للسيطرة يستخدم فيها كل طرف ما يملك من أسلحة بغض النظر عن مشروعيتها أو أخلاقية إستخدامها...
وتظهر صورة الجمعة البشعة والشعارات المليئة بالكراهية والدماء التي تسيل بين الأهل والجيران وأبناء الوطن الواحد والشارع الواحد وربما البيت الواحد لتؤكد أنها معركة لا أخلاقية لا يحكمها سوى حب السلطة ....
معسكر يهتف مستجيرا ومستنصرا بالله على أعداء الشرع الذين جاؤوا للكعبة الإرشادية لينتهكوا الحرمات ويهدموا المشروع الإسلامي لصالح العلمانية والليبرالية والماسونية التي إستهلكت فى الإتهامات بين الفريقين ..
وتشعر وأنت تشاهد الصورة أن الفرنجة والصليبيين قد جاؤوا لغزو المحروسة وأن مقر الجماعة أصبح القلعة الأخيرة وتناسى ألئك ان حرمة الدم أشد عند الله حرمة من الكعبة ....
على الجانب الآخر معسكر يظن أنه يطهر القاهرة ومصر من الماسونية أيضا ويسترد الثورة المسروقة ولامانع من وجود المندسين والبلطجية فالغاية تبرر الوسيلة ...
  ترى الحقد والكراهية و اللاإنسانية فى أبشع صورها متمثلة فى حرق إنسان حي والفرحة والشماتة من حوله تنبىء بضياع الإنسانية فى أبسط معانيها ..
وترى إحتجازات ومهاجمة لبيوت الله بحجة إختفاء أنصار الخصوم فيها  وحرق مقرات وإستباحة الدماء والأعراض والممتلكات !!!!
ليس المهم من المخطىء ومن المعتدي فبكل تأكيد المسؤول الأول عن ضياع البلاد هو الرئيس الضعيف والزعامات الورقية التي لا تعى من الزعامة إلا الصعود على دماء الأبرياء وأنقاض الوطن ..
المهم هو قراءة تلك الصورة بواقعية وبعد نظر ..
من المخطىء ومن سفك الدماء ومن حرق تلك أسئلة تجيب عنها الدولة وأجهزتها إن كانت ما تزال هناك دولة ..
المهم أن نفطن لتلك الحالة من الكراهية والحقد المتنامي بين الفرقاء ..
أن ندرك أن العنف لا يجلب إلا عنفا مضادا والعناد لا يجلب سوى الدمار والدماء لا تجلب سوى الدماء والخراب 
أيها السادة لا حل سوى الحرية ...
التحرر من الإستعمار الذى نحتفل بأعياد الإستقلال الوهمية ولكننا مازلنا مستعمرين  ...
ومستعمرين إستعمار أخطر وأسوأ من الإحتلال العسكري الذى إنتهى زمانه ..
مستعمرين فكريا وثقافيا وإقتصاديا وأخلاقيا ..
فلسنا بحاجة لغزاة فنحن يغزوا بعضا بعضا ..
التحرر من لغة الكراهية والإستعلاء والإستقواء وحب التسلط والإستعباد ..
التحرر من الفكر الصهيوني والذى يرتدى أثوابا وأقنعة ومسميات عديدة ويستخدم أسلحة متنوعة بداية من الدين فالمذهب فالطائفة مرورا باللون والعرق وإنتهاء بالفكر و  الأيديولوجية ...
لقد فطن هؤلاء إلى مكمن الداء وهو أن القضاء على تلك الأمة عسكريا أو إفنائها أمر مستحيل ..ومكمن الداء أن بأس هذه الأمة بينها شديد ....
والحرية والتحرر من تلك القيود لن يكون إلا بإستعادة الوعي الغائب من عقود وقرون عن طريق كسر قيود الجهل والفقر والأمية وتطهير العقول والقلوب من عفن السوس الصهيوني الذى لم يسلم منه أحد ..
                               د عاطف عتمان 
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام