مساحة إعلانية

سلفنة الإخوان وفقدان الهوية ...دعوة البنا .....بقلم د عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان فبراير 10, 2013

بعد إنهيار الخلافة العثمانية وحالة المخاض الفكري التي بدأت تجتاح العالم الإسلامي ..وبعد ظهور بعد التيارات العلمانية المتطرفة والتى بدورها أدت لظهور جبهات إسلامية محافظة وأحيانا متطرفة لمجابهة الهجمة الفكرية الغربية 
وهذا الصراع بين المحافظين والتجديدين إن جاز التعبير ..
أسس حسن البنا رحمه الله جماعة الإخوان المسلمين وكان متأثرا بشيخه رشيد رضا الذى كان يمثل تيارا إصلاحيا يحاول أن يبلور مفهوم جديدا بعيدا عن جمود الحرس القديم المحافظ والذى يرفض الحضارة الغربية شكلا ومعنى وما بين التيار الإستغرابى الذى يقبل الحضارة الغربية دون أي تحفظ ويرى فيها المخلص من حالة التخلف والجهل التي تعيشها الأمة فى تلك المرحلة ...
ويذكر بعض المؤرخين أن الإستعمار الغربي فى تلك المرحلة قد غير من إستراتيجياته عن مرحلة الحروب الصليبية وأنه أيقن أن الإستعمار العسكري إلى زوال فبدأ بتهيئة الأوضاع لإستعمار خفى يدوم طويلا ...
حسن البنا عرف الإخوان بأنها
...دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية ثقافية وشركة إقتصادية وفكرة إجتماعية .....
هنا سلفية الإخوان تبدوا مختلفة تماما عن السلفية الوهابية التي إخترقت الجماعة بعد ذلك بداية من الخمسينات حتى سيطرت على الجماعة فى الوقت الراهن ....
سلفية البنا أو ما تسمى بالسلفية الإصلاحية التي تبناها رموز الإصلاح من الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا سلفية تحتوى كل مكونات المجتمع كما عرفها البنا
  ولم يربط البنا تعريفه بمعايير مستمدة من فهم السلف الصالح بإعتبار أن فهمهم هو الفهم الصحيح للإسلام 
لاحظ أن سلفية البنا تمتد من الصوفية وروحانيتها للإقتصاد وحتى الرياضة ...
إعتمد البنا فى مدرسته على عدم الصدام مع الآخر المختلف مذهبيا أو حتى عقائديا ..
فقد شارك مع شيوخ الأزهر فى فى تأسيس دار التقريب بين المذاهب 
وحاول كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق أن يتخطى الصراع المذهبي الفقهي الشائع فى هذه المرحلة ..
ولم تتبنى الجماعة مذهبا فقهيا معينا وكانت تتهم من قبل السلفية الوهابية أنها جماعة  أشعرية ...

فى أمور العقيدة كانت الجماعة تبتعد عن الخلافات الكبرى وأمور المتكلمين 
كانت السلفية الإخوانية تبتعد عن الصراع والحجاج العقائدي 
وكانت تلتزم الكتاب والسنة وتقدم النقل على العقل فى أمور الإعتقاد وترفض التأويل لآيات الذات والصفات ...
لم تكن الجماعة تهتم بالهدى الظاهر من لحية أو جلباب أو ملبس معين للنساء ..
كان لبس نسائهم هو اللباس المحتشم ويغطى الرأس بالإيشارب أو الطرحة 
وكان ذلك أدعى للقرب من الناس وعدم وجود حاجز بين الإخوان وعامة الناس ..
لم يكن البنا عدو للصوفية ..بل عرف الجماعة أنها حقيقة صوفية ..ولكن صوفية البنا تجاوزت المفهوم الصوفي التقليدى حينئذ وحرر الصوفية من مجرد طرق وإحتفالات للتفاعل مع الأمة وتصبح المخزون الروحي للجماعة وأفرادها ...

هنا البنا لم يكن منغلقا ولا تكفيريا ولا متشددا ولا مهتما بالمظاهر 
كان سلفيا بمنهج سنى وروح صوفية ..
فقد إنتمى فى شبابه كما تذكر بعض الكتب للطريقة الحصافية الشاذلية ..
وقد كان المكون الصوفي حاضرا فى منهاج تربية الجماعة 
ويذكر بعض الباحثين أن الترقية داخل الجماعة كانت تعتمد على 
إعتبارات تعبدية وروحية 
ويذكر أيضا أن البنا كان يحتفل بالمولد النبوي بصورة جماعية 
بإختصار كانت سلفية الإخوان التي تحدث عنها البنا 
توافقية غير صدامية مع الآخر ...
وهذه المدرسة هي من أنجبت المرحوم الشيخ عبدالحليم أبوشقة صاحب كتاب تحرير المرأة فى عصر الرسالة ..
والشيخ الغزالي والقرضاوي ...
ولكن متى بدأت سلفنة الإخوان ..؟؟
وكيف إنحرفت الجماعة عن مسار مؤسسها ؟؟
فى الجزء الثانى من سلفنة الإخوان ..






د عاطف عتمان 
مشاركة
مواضيع مقترحة

هناك تعليق واحد:

  1. عزيزي دكتور عاطف رغم موضعيتك لحد كبير ............وسردك التاريخي الرائع مع التحليل الا انا الصوفيه بمفهومها الاسلامي الصحيح لا تتعارض مع السلفيه واتباع منهج السلف . ووجود جماعات من المنتمين للتيار السلفي اكثروا من التشدد فهذا معني بهم فقط ولن يشاد الدين احدا الا غلبه وافاه كل هؤلاء هيا التسميات والتقسيم والاخوان الان هم ابعد ما يكونوا الي منهج الشيخ حسن البنا رحمه الله ...................ولكن لهم العذر في ان التغيرات التي تحدث وحدثت خلال العقود الماضيه جعلت الاوضاع غير والمتطلبات غير ..كل التقدير لمعلوماتك الغزيره التي تسعدنا بها

    ردحذف

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام