ملاحظة هامة يلاحظها المتأمل فى نوعية غالبية المنتمين لتيارات الإسلام السياسي بإختلافها وإختلاف الشرائح العلمية والإجتماعية
المنتسبة لتلك التيارات من الإخوان مرورا بالسلفيين ثم الجهاديين أو ما يسمى بالسلفية الجهادية ...
معظم المنتمين لهذه الجماعات ممن يفتقدون الجانب الروحي وخاصة فى دراستهم وتخصصاتهم ...
تجد الأطباء والمهندسين والصيادلة والعلميين كنخب هم العمود الفقري لتلك الجماعات ....
وتجد العمال والحرفيين ومن عانوا الفقر والإضطهاد والأمية عمود فقرى فى أسفل تلك التنظيمات وهؤلاء أمرهم هين وتركيع نفوسهم بالجنة والنار أمر يسير وبطبيعة عقولهم فهي محدودة ولن تستعصى على إعادة الصياغة ..
قلما تجد أديب أو شاعرا أو فيلسوفا أو حتى أصحاب الخيال والفكر وأهل الأدب فى تلك الجماعات ..
ومع أن هذه النخبة العلمية صاحبة العقول النيرة والذكاء المشهود وأحيانا المراكز المرموقة تمتلك عقليات علمية ذات كفاءة ولكن بطبيعة الدراسة الجافة وبغياب الأزهر والتعليم الديني المستنير عن مراحل التعليم المختلفة ..
عانت تلك النفوس من خواء روحي
وبطبيعة تلك العقول والقلوب التي ملت المادية الجافة وبحثت عن الشق الآخر ..الشق الروحاني ...
وفى غياب الأزهر وظهور وجه قبيح للسلطة من خلال الأزهر ودار الإفتاء وفقدان الثقة فى تلك المؤسستين ..وفى مناهج تعليم ديني عقيمة ..
لم يكن هناك من سبيل للإرتواء الروحانى سوى كتب التراث وكتب الفقهاء أو الجماعات التي كانت تنشط وتستهدف تلك العقول الحائرة ..
ومع عبقرية تلك العقول فى مجالاتها إلا أنها كانت تستأنس بسهولة من خلال تلك الجماعات ..
لأن الجماعات لم تكن تخاطب العقول بل كانت تخاطب الجانب الروحي والعاطفي وهذا الجانب كان خاويا وما أسهل أن تملأ إناء خاويا وتسبغه بما تريد
فلننظر إلى النقابات العلمية وإلى تخصص ودراسة الأسماء اللامعة والصف الثاني والثالث من تلك الجماعات ...؟؟
تلك حقيقة واقعة وظاهرة بحاجة للدراسة فمع قوة تلك العقول وريادتها فى أماكنها إلا أنها عندما تكون فى رحاب التنظيم
تصبح عقول مستأنسة فى غالب الأحيان ..ولما لا والذى يحدثها ينطق بقول الله وقول رسول الله ومعه السند والدليل والكتب والمراجع فهل تتمرد العقول على الله ....؟؟
ومن هنا كان التطرف والتكفير والغلو حيث النص موجود والتحقق من صحة سنده مكفول ولا قول بعد قول الله وقول الرسول ...
وكان إستغلال خيرة الشباب وتضحياتهم من أجل كراسى ومناصب مغلفة بأغلفة روحانية تخدع الذكى وتجعل الحليم حيران
وفى غياب التعليم الديني المستنير وفى ظل تكبيل الأزهر الذى يملك أهل الصنعة وأهل الفتوى ..ظهر ألئك الأدعياء أدعياء الفقه وإن كانوا فقهاء فهم أدعياء الفتوى ..فهم بالطبع لا يفرقون بين الفقيه والمفتي ...
وتبقى الظاهرة محل دراسة ويبقى الأزهر الحصن الأخير ...
بقلم د عاطف عتمان
ليست هناك تعليقات: