مساحة إعلانية

الكتاب الأخضر والمصير الأسود..بقلم د عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان سبتمبر 13, 2011
الإسكندرية 13/9/2011
الكتاب الأخضر
هذا الكتاب الذى أهدرت عليه الملايين وأفردت له الشاشات بل لا أبالغ إن قلت أن البعض حاول تحويله إلى كتاب مقدس ولمن لا يعلم فالكتاب الأخضر هو كتاب يحوى بين جنباته فكر الزعيم الملهم والقائد معمر القذافى ورؤيته وحلوله السحرية للمشاكل سواء كانت سياسية أو إقتصاديةأوحتى إجتماعية .فهيا بنا ننهل من بحر فكر المفكر والزعيم والقائد لنرى كيف إستعمرنا وإستعبدنا لعقود ولنعلم أننا مازلنا مستعبدين مستعمريين حتى فى عصر الجماهريات...
ففى الفصل الأول يقدم العقيد- لست أدرى لو كان لواء ماذا كان سيصنع بنا-فكرة لحل مشكلة الديموقراطية وللأمانة أنهيت قراءة الفصل ولم أفهم ماذا يريد أن يقول ...فهو يقول<لانيابة عن الشعب والتمثيل تدجيل..المجالس النيابية تزييف للديموقراطية..الحزبية إجهاض للديموقراطية..من تحزب خان>تلك عينة من إرهاصات الزعيم ويطل علينا بالحل وهوالمؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية وهى ببساطة على مافهمت شبيهه بالمجالس المحلية فى مصر ليس فقط فى الشكل ولكن فى الفساد أيضا ..لن أطيل فى الحل السياسى لأنى بصراحة لم أفهمه فكل كلمة فيه تناقض الأخرى وهو ممل فى حد ذاته وخلاصته أن الملهم وجد الحل فى الجماهرية بدل الجمهورية وفى مؤتمر الشعب العام الذى يتأتى من خلال اللجان الشعبية والمؤتمرات الشعبية بديلا عن مجلس الشعب وليته صدق فيما ضلله به عقله......وجعل من ليبيا أعظم وأطول إسم فى الأمم المتحدة
أما الحل الإقتصادى من وجهة نظر القائد فهو لا يقل إلهاما فيه عن الحل السياسى وأهم أركانه<شركاء لا أجراء..إن الأجراء مهما تحسنت أجورهم.هم نوع من العبيد..المنزل يخدمه أهله..البيت لساكنه..الخدمة المنزلية لا تكون بخدم بل موظفيين لهم حق الترقى..>وللأمانة لم أفهم عبقرية الزعيم الملهم فإنتقلت للحل الإجتماعى وهنا وجدت ضالتى ففيه من الفكهاهه والتسلية ما يمحوا جزء من الإحباط الذى أصابانى من الفصليين السابقيين  ..تناول الملهم الفرد والأسرة والقبيلة فالأمة <الدولة القومية هى الشكل السياسى الوحيد المنسجم  مع التكوين الإجتماعى الطبيعى..المرأة أنثى والرجل ذكر..المرأة تحيض كل شهر والرجل لا يحيض..المرأة تحمل والرجل لا يحمل..السود سيسودون العالم>هذه بعض معالم الكتاب الأخضر أوالنظرية العالمية الثالثة كما يحلو للعقيد تسمية إبداعاته تلك التى أدت إلى المصير الأسود فماذا جنت ليبيا من فكر العقيد الذى ظل قرابة40سنة يعبث بالعقول وينتهك الحرمات ويستغل خيرات البلاد فى تمجيد شخصى وشراء زمم وعقول ..
ولم نخرج من هذه التجربة المريرة إلا بقتلى ومعتقليين ومهجريين ..إلابتخلف وجهل وفقر ومرض وللأمانة بإسم طويل جدا للجماهيرية العربية اللليبية الإشتراكية العظمى
هل هنا لهذه الدرجة حتى يحكمنا هؤلاء المعاتيه وأن نظل العقود فى إستعباد وإستعمارأخلاقى وسياسى وفكرى وإقتصادى
من صنع هؤلاء لقد إستخفوا أقوامهم فأطاعوهم فحق عليهم الذل والهوان
فلابد أن نحاسب أنفسنا أولا ونتدبر مصير هؤلاء الظالمين وأن يتحمل كل منا نصيبه فيما مر علينا فى العقود الأخيرة فهؤلاء الحكام هم إفرازات لمجتمعاتهم وما سلطوا علينا إلا بظلم ظلمناه لأنفسنا وإن كنا نجحنا فى إزالة رؤس هذه الأنظمة البائدة فقد إنتهينا من الجهاد الأصغر ورجعنا إلى الجهاد الأكبر جهاد النفس فلنتطهر من الدنس ولنرقى بأنفسنا ولنبكى خطايانا ولتصفوا صدورنا ولنغير من أنفسنا حتى تتغير مجتمعاتنا فإن الله سبحانه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وليكن من المصير الأسود لصاحب الكتاب الأخضر آية وعظة ولننفض عن كواهلنا أثار الإستعمار ولنتحرر من كل عبودية إلا لله ولنغسل قلوبنا بدماء شهدائنا عسى أن تطهرها من الغل والحقد وحب الذات 









د عاطف عتمان
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام