مساحة إعلانية

الكبسولة الأولى للسعادة..بقلم د عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان سبتمبر 21, 2011
الإسكندرية 21/9/2011
القلق  الحزن  الهمّ  الغمّ  هى أهم أمراض العصر وأكثر ما يدمر الصحة ويتلف الأعصاب ويفقد القدرة على التفكير ومن ثم التصرف السليم.....
فالقلق هو الداء العضال الذى عجزت مدارس الطب الحديثة عن فك شفراته فإذا نظرت إلى تسعين بالمائة من أمراض القلب والضغط والجهاز الهضمى والقولون العصبى لوجدتها جميعا منشأها التوتر والقلق والهمّ ....
الحزن دائما مرتبط بالماضى والبكاء على الأطلال وحديث النفس للنفس الذى مايكون سلبيا فى الغالب...فلا تطحن الطحين ولا تنشر النشارة وأوصد الأبواب على الماضى فلن يمكن إسترجاعه على الإطلاق فالتاريخ ندرسه للعظة والإعتبار والماضى ماهو إلا مخزون خبرات لنستفيد منها فى الحاضر.....ما يضرك إن كنت فقيرا بالأمس وأنت اليوم غنىّ ما شأنك بخسارة أمس وأنت اليوم فى عافية..
الماضى صفحة طويت وإنتهت وتحولت إلى تاريخ فلاتبكى على الأطلال وعش لحظتك فلايمكن للدمعة إن غادرت العين أن تعود ولا للكلمة بعد نطقها للعودة من سبيل ..وبطىّ صفحات الماضى ونسيان الذكريات المؤلمة تستطيع التغلب على الحزن.....لك أن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك فكل يجرى بتقدير العزيز العليم ويكفيك  أن تصبر على ما أصابك لتفوز بجزاء الصابريين ولتعلم أنه ما من شكة يشاكها المؤمن إلا كفّرت من ذنوبه ورفعت من قدره إن صبر وإحتسب.
.



أما الداء الأخطرللبشرية هو القلق والقلق عادة مرتبط بالمستقبل...هل ستنجح الثورة هل سيسلم المجلس العسكرى السلطة هل ستخرج مصر سالمة من هذه الوعكة ؟ماذا لو أصابتنا مجاعة مثل الصومال؟ماذا لومرضت مرضا عضال ؟هل تقوم حرب نووية ويفنى العالم ؟؟ماذا لو وقع زلزال وأنا نائم؟؟ماذا لو فقدت وظيفتى ماذا وماذا......كل تلك الهواجس الشيطانية تحول حيات الإنسان إلى جحيم وتورثه الهمّ والمرض والأرق بل قد تؤدى به إلى الإنتحار...
ونصيحة علماء النفس لعلاج الأرق والقلق هو أن تحيا يومك ويومك فقط...فإهتم بالغدّ وخطط له جيدا"ولكن لا تهتم <من الهمّ>به..
وينصح النفسيون أيضا بالترفيه عن النفس بسماع مقطوعة من الموسيقى أو بنزهه فى الخلاء تتنسم فيها عبير الطبيعة
وينصحون بأن تأخذ قسطك فى النوم وأن تحيا فى سلام مع النفس وسلام مع المجتمع فلا تحاسد ولا تباغض ولا كره أو حقد..

الإيمان بالله ربا وخالقا..وكما قال الشيخ الشعراوي -رحمه الله- || إن الانسان المؤمن لا يخاف الغد ٬ وكيف يخافه والله رب العالمين ٬ اذا لم يكن عنده طعام فهو واثق ان الله سيرزقه لأنه رب العالمين واذا صادفته ازمة فقلبه مطمئن الي ان الله سيفرج الازمة ويزيل الكرب لأنه رب العالمين واذا اصابته نعمة ذكر الله فشكره عليها لانه رب العالمين الذي انعم عليه..... 
"ياأيها الغد كن ما شئت...فقد عشت اليوم لليوم..لاغده ولا أمسه"   كلمات للشاعر الرومانى هوارس قبل الميلاد...ويقول السيد المسيح عليه وعلى نبينا السلام<خبزنا كفافنا أعطنا اليوم>أى أننا لا نريد إلا خبزا يكفينى ليومنا هذا فإن كفينا يومنا فذلك هو الغنى ولا يعنى ذالك إهمال المستقبل وعدم التخطيط الجيد له... كلا..ولكن إهتم بالمستقبل ولا تهتم له
وأفضل إستعداد للمستقبل أن توجه كل طاقاتك وإمكانياتك لتنجز عمل اليوم فى أحسن صورة ممكنة ..إستمتع بالحياة كما هى بحلوها ومرّها عش لحظتك أنجزّعملك وإغلق أبواب الماضى وأسدل الستائر على المستقبل الذى لا تملك من أمره شيئا ولا تعلم إن كنت ستعيشه أم لا
قال سيدنا على كرم الله وجهه<إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا إعمل لأخرتك كأنك تموت غدا>
فإذا ضاقت بك الدنيا بما رحبت وتكالبت عليك الهموم وضاق صدرك وثقل لسانك فإهتف فى الأسحار بإسمه ساجدا ومرّغ ناصيتك بالتراب وإهتف بدقات قلبك وبأنيين صدرك وقل ياالله يا الله  يا الله  وكن على يقين من وجود ربّ يرعاك وتوكل على الحىّ الذى لا يموت فهو وحده القادر على كفايتك يومك وغدك فالأمر جميعا بيده...إرض عن ربك حتى يرضى عنك ربك ..


كان الامام الشافعي ماشياً فاذا برجل يسبقه يناجي ربه ويقول
يارب هل انت راض عني؟

فقال الشافعي: يا رجل وهل انت راض عن الله حتى يرضى عنك؟

قال الرجل: كيف أرضى عن ربي وأنا أتمنى رضاه؟

قال: إذا كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة فقد رضيت عن الله.

عندما يغلق الله من دونك بابا تطلبه .. فلا تجزع و لاتعترض ..
فلربما الخيرة في غلقه ..
عش كل لحظة كأنها أخر لحظة فى حياتك ..إكتب تلك العبارة على سطح مكتبك.. علقها على مرآتك.. فى سيارتك.. حتى تستقر بعقلك الباطن ويصبح شغلك الشاغل هو يومك ويومك فقط كيف تعيشه وتسعد فيه وتسعد الأخريين
أما إن كان قلقك بسبب مشكلة ما فإنى أقدم لك هذا الحل الذى إبتكره ويليس كاريير صاحب شركات التكيف العالمية والذى ذكره ديل كارينجى فى رائعته البحثية <دع القلق>
1-حلل المشكلة بأمانة تامة وتوقع أسوأ الإحتمالات فى حالة الفشل
2-وطد نفسك على قبوله إذا لزم الأمر
3-بعد ذالك حاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا الفشل
نظرية رائعة  وقد يطبقها الكثير وإن بطريقة عفوية فقد طبقت تلك النظرية فى كل أمورى قبل أن أعرفهاوكانت نتائجها باهرة فإن حدث أسوأما تتوقع فقد هيأت نفسك لقبوله وحاولت تقليل الخسائر وفى الغالب تكون النتائج على الأقل أفضل مما توقعت ...وأختم المقال بسر السعادة وهو يومك ويومك فقط لا أمس ولا غدا


دعاطف عتمان
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام