حصة دين واحدة
مأساة وصلتني اليوم والعهدة على الراوي.
مدرس دين يدرس للأطفال أن المسيحيين يعبدون الصليب وكلهم في النار ولا يعبدون الله وأنهم بيعلموهم في الكنائس كراهية المسلمين ويمسكون ببالون هدايا ويفرقعوها ويقلولهم محمد إلي فرقعها!
عاملوهم بالحسنى آه لكن من أجل دعوتهم للإسلام لكن لا نحبهم.
الكلام دا لأطفال تسع وعشرة سنين ومعرفش زملاؤهم في حصة الدين المسيحي اتقالهم إيه!
لا أبرئ غلاة المتدينين في كل مذهب ودين من هذا الفكر التكفيري العنصري الإجرامي ولا أقف عند صحة حادثة هنا أو هناك فقبلتي الفكرة.
لا حل إلا حصة دين مشتركة قوامها القيم والأخلاق الإنسانية التي تجمع كل المؤمنين وتمثل عصب تعاليم كل الأديان.
علموهم التفكير لا التكفير وأن زميلك في الفصل أخيك في الإنسانية، أخيك في الوطن، وكل يعبد الله حسب تعاليم دينه، وأنهم جميعا مكرمون من الله وأفضلهم أصلحهم وأنفعهم للناس.
علموهم أن الإنسان حر يعتنق ما يشاء من أفكار ومعتقدات ولا يؤثر الاختلاف على المحبة والأخوة والتعايش وأن الله هو من يحكم بين العباد.
علموهم الاهتمام بالحكم على نفسك لا على أخيك وأن الله هو من يفصل بين العباد.
علموهم أن الاختلاف سنة الله الباقية وأن التمايز بالمحبة وأن الأرض والوطن لنا جميعا والدين لله نحترم أدياننا المختلفة فهي طرق لإصلاح الإنسان.
علموهم أن الهلال رمز والصليب رمز وكل المؤمنين باختلاف أديانهم يتجهون إلى السماء.
علموهم أن المحبة هي الطريق والسعادة هي العلامة والنور هو الغاية.
علموهم أن الآذان وأجراس الكنائس نداء للإنسان ليتصل بالله رب العالمين، رب الناس أجمعين.
يقول إيليا الشاعر:
نَسِيَ الطينُ ساعَةً أَنَّهُ طينٌ
حَقيرٌ فَصالَ تيها وَعَربَد
وَكَسى الخَزُّ جِسمَهُ فَتَباهى
وَحَوى المالَ كيسُهُ فَتَمَرَّد
يا أَخي لا تَمِل بِوَجهِكَ عَنّي
ما أَنا فَحمَة وَلا أَنتَ فَرقَد
أَنتَ لَم تَصنَعِ الحَريرَ الَّذي
تَلبَس وَاللُؤلُؤَ الَّذي تَتَقَلَّد
ليست هناك تعليقات: