تعقيب حول مقال الفقه الدموي
____
القضية كانت دور الفقه الدموي في تاريخ الأنظمة السياسية ، وكيف امتطى الساسة الدين ورجالاته لتحقيق مآربهم، وفي أحيان أخرى امتطى الفقهاء الساسة والشعوب.
المفارقة أن هذا الفقه له وجه آخر خانع خاضع ذليل بدعوى الطاعة والتسامح تجاه المتغلب.
الفكرة هي تسليط الضوء على دور الفقه المنحرف تاريخيا على واقع مأزوم.
لم تكن الفكرة مناقشة محاسن وأخطاء العثمانيين؛ فالدولة العثمانية كغيرها من دول وأنظمة( أو سمها خلافة حتى تهدأ ثورة الثائرين) دولة تاريخية لها وعليها شأن كل الدول التاريخية.
لكن عبيد الخلافة أو من تمت تربيتهم أيديولوجيا على أن الخلافة هي الدين وعزه، وأنه لا دين إلا بالخلافة يسمحون بكل شيء إلا عندما تتعرض لقضيتهم الجوهرية؛ فيكون الهياج الذي يدق ناقوس الخطر على الأوطان.
كما ذكرت قضية مقال الفقه الدموي ليست الدولة العثمانية كنظام سياسي حكم بما له وعليه، بل دور الدين والفقه؛ فعندما تجد سفاحا يعظم ذكر النبي ويقف عند سماعه تعظيما، ويوصف بالتقوى ويفصل له الفقهاء حلل الورع الزائفة فلابد من وقفة.
ما هو الدين وما وظيفته ولماذا جاء؟
هل الخلافة دين أو ركن فيه؟
ما تاريخ نظم الحكم القائم على الخلافة؟
متى يؤسس لفقه جديد ينهض بالنيام مواكبا روح العصر متمسكا بتنقية الموروث والتنقيب عن نبع الوحي الصافي؟
أخيرا لست في عداء مع أشخاص التاريخ من العثمانيين للأمويين لكني ناقد له، رافضا لمظالمه، محذرا من تكرار أخطائه.
ليست هناك تعليقات: