مساحة إعلانية

جسر الآئمة كيف السبيل إليه ؟ نواصل الرحلة مع العلامة الأمين

عاطف عبدالعزيز عتمان يونيو 01, 2018

جسر الأئمة والصلة بين الأعظمية حيث الإمام أبوحنيفة والكاظمية حيث الإمام موسى بن جعفر ، فكيف نمد الجسر بين العقول والقلوب ؟
د.عتمان :
 كتبت أنا  سابقا أن الكاظمية والأعظمية هما الداء والدواء والحل في جسر الأئمة ، فكيف السبيل لبناء الجسر في العقول حتى تهدأ القلوب ؟

العلامة الأمين :
إطلعت على مقالكم، وفيه وصف للمعاناة والمخاطر الموجودة في بعض بلاد العرب والمسلمين التي يجري فيها العمل على قطع جسور التواصل بين أهلها خلافاً لما أمر الله به أن يوصل، فهم يجب أن يكونوا كالجسد الواحد كما وصفهم رسول الله عليه الصلاة والسلام،وقد ذكرت في أواخر القرن الماضي بعض المقترحات لتفعيل مسألة التقريب بين المذاهب الإسلامية، ومن هذه المقترحات :

أ- التأكيد على مرجعية كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه وبالعودة إلى سنّة رسول الله الجامعة تمسكاً بقول الله تعالى:
{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر} 
 فإن الرجوع إلى الله هو الأخذ بكتابه والرجوع إلى الرسول هو بالأخذ بسنته الجامعة الموافقة لكتاب الله وقد أكدت هذا المعنى الكثير من الأحاديث منها قوله عليه السلام (إذا التبست عليكم الفتن كغياهب الليل المدلهم فعليكم بالقرآن) ومنها (القرآن هو الحكم بين المسلمين إذا اختلفوا والدليل لهم إذا ضلوا) هذه المرجعية للقرآن الكريم مع تلك السيرة الصالحة من السلف في الرجوع إليه من السلف الصالح في فض النزاعات وفصل الخصومات هي التي حصّنت الأمة فكريّاً من عوامل التمزّق والإنقسام في أول أمرها، وهذا ما يصلح أمر الأمة في آخر أمرها، وقد كان القرآن يذكرهم بآياته المدّوية بأنهم اخوان في دين الله 
(واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخواناً)·
 وبهذه المرجعية لكتاب الله كانت تحلّ في الماضي عقد الاختلاف وتترسّخ روابط المحبّة والأئتلاف بين المسلمين ، لأن القرآن عندهم في وضع القداسة لا يختلفون في الحق الذي يظهره ولا في الباطل الذي ينكره .



ب - العمل على تغيير وتعديل منهاج التدريس في المعاهد والحوزات الدينية وفتح أبوابها لاستقبال طلاب العلوم الدينية من مختلف المذاهب والتأكيد على أن الدين الذي يجمعنا هو الإسلام وأنّ المذاهب هي آراء وأفكار واجتهادات مشروعة، وأن الاختلاف فيها لا يعني اختلافاً في الدين وخروجاً منه .

ج- انشاء جامعة علمية للتقريب بين المذاهب ينتشر طلابها وعلماؤها في العالم الإسلامي للتبليغ الديني ويكون مقرُّها في مكّة المكرّمة أو المدينة المنوّرة .

د- انشاء محطة فضائية باسم الاعتدال الديني لبث البرامج الدينية التي تساهم في ثقافة الاعتدال والوسطية ونبذ الفرقة والتعصُّب .


هـ - انشاء هيئة مشتركة في مكّة المكرّمة لتحديد المناسبات الدينية في العالم الإسلامي وتوحيدها كما في الحج والأعياد .
وقبل هذه الأمور وبعدها علينا أن نبعد الصراعات السياسية عن المسائل الدينية،وأن تعيد دولنا النظر في تأسيس الأحزاب على أسس دينية وطائفية، لأن الأحزاب الدينية من خلال التجربة ظهر أنها تعمل على الفرز الديني والطائفي في المجتمع، فمن كان معها هو مع الدين ، ومن خالفها كان مخالفاً للدين، والمطلوب أن تقوم الأحزاب على البرامج السياسية ومشاريع الوحدة الوطنية.
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام