د.عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب ..عنصرية المسلمين في ظل غياب إنسانية الإسلام

1*5*2017

وقفت طويلا عند تلك الكلمات في تفصيل وتفسير إسم الله العفو في موسوعة النابلسي للعلوم للإسلامية

أي دين نزل به الوحي وأي دين نعيش به الآن ؟

لماذا يتولى زيد محمد عن أهله وهي علاقة العبد بالسيد ؟

يقول النابلسي :

المؤمن إنساني يعرف لمن حوله حقه ولو كان تحت يده:

أيها الأخوة، جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال: يا رسول الله كم نَعفُو عن الخادم ؟

فَصَمَتَ، ثم أعاد عليه الكلام، فصمت، فلما كانت الثالثة قال:

(( اعفُ عنه في كل يوم سبعين مرة ))

[أبو داود عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه ]

إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم أطعموهم مما تأكلون ، ألبسوهم مما تلبسون، لا تكلفوهم ما لا يطيقون، وإذا كلفتموهم أعينوهم على ذلك، يعني لا بد من توضيح فكرة أنا أرى أن الإنسان إما أن يكون إنسانياً أو عنصرياً، معنى عنصري أي يرى لنفسه ما ليس لغيره، ويرى على غيره ما ليس عليه، فهذا الخادم إنسان له مشاعر، له كرامة، له حاجات، ما دمت تعامله كإنسان فأنت إنساني ولو كان خادماً، الخادم عبد من عباد الله جعله الله تحت يديك وما لم يعامل الخادم كما يعامل الابن أنا أعني ما أقول، وما لم يعامل الخادم كما يعامل الابن فأنت عنصري.

----------------

هذا مفهوم الإنسان في الإسلام كل إنسان يكتب مكانه نفسه بنفسه دون قيود رق أو لون أو عرق أو  فقر  فكل نفس بما كسبت رهينة وكل أبناء رحم حواء متساوون ويتمايزون بما يميز به كل إنسان نفسه من عمل وخلق وليس بما منحه أو منعه القدر .

مالم تعامل الخادم أو العامل أو الموظف كإنسان ند لك في الإنسانية ونظير لك في الخلق فأنت عنصري ، مالم تعامله كإبنك فأنت عنصري

وإذا فتحنا زاوية التصوير لترى العالم سنجد الأكثر عنصرية هم المسلمين مع بعضهم ومع الآخر ولوجدنا دينهم هو الأكثر إنسانية

لله درك يا عمر فمتى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا والتي أصل فيها الفاروق رضي الله عنه لتعامل المسلم من النصراني عندما كان هناك إسلام !!

وبنفس التربية المحمدية يحدد أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه القاعدة الإنسانية الأعم والأشمل والأعدل

(ان الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)

هذا ديننا والكفيل والإستعلاء والعنصرية ديدننا .

الآن أدركت سبب تخلفنا وذلنا ومهانتنا ، فيكفي التخلي عن الإنسانية التي نزل بها الوحي لنغوص في الوحل ، ويكفي أن تخرج من منابرنا دعوات العنصرية فنحتكر لأنفسنا دعوات الهداية والشفاء ونمطر الآخر بدعوات الهلاك والدمار !!

استقيموا يرحمكم الله ولنرقي بسلوكنا وأخلاقنا وتصرفاتنا ونوايانا لرحاب الإنسانية .