في تقييم رحلة الأربعين وفي رمضاني الأربعين نبدأ بإذن الله خواطر الأريام وهي في قمة الجبل.
(حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين)
أقف على قمة الجبل أنظر إلى الماضي حيث الطفولة والصبا والشباب وأشم رائحة الذي كان، وأرى السقطات والهفوات تطغى على بعض الصالحات التي لا أدري مصيرها، هل ترد عليَّ أم يُحسن إليَّ ويقبل بضاعتي المزجاة؟
أنظر في الاتجاه الآخر فأجد أنني تجاوزت منتصف الرحلة بمقدار ليس بالقليل وأن ما تبقى لا يساوي ما فات وصعوبة خط النهاية في غياب معرفة ميعاده.
تمت نعمة الله ببلوغ العقل مبلغه من النضج وبلوغ الجسد قمة قوته وتوسطت الأجيال في حلقة وصل بين الشباب والشيوخ وعانقت الأربعين الذي قال عنها الإمام مالك:
" أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يطلبون الدنيا، ويخالطون الناس، حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة، فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس ".
وقال الصادق (ع) :
إذا بلغ العبد ثلاثاً وثلاثين سنة فقد بلغ أشدّه ، وإذا بلغ أربعين سنة فقد بلغ منتهاه ، فإذا طعن في إحدى وأربعين فهو في النقصان ، وينبغي لصاحب الخمسين أن يكون كمن كان في النزع .
"حتى إذا بلغ أشده" أي: قوي وشب وارتجل "وبلغ أربعين سنة" أي: تناهى عقله وكمل فهمه وحلمه.
أيا أربعينا قد خلت لست أدري هل نجحت فيها أم توسدت الخسارة؟
أيا أنفاسا باقية لست أدري متى تنتهي؟
أيا نفس أُمهلت هل أزكيك فأفلح أم تغويني فأخيب؟
هل تفهمين أم تنتظري أن تنادي رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت وتكون كلا بئس الحصاد!
أيا شبابا أبغض الله فيك معاصيَّ فإنه للمعاصي في مشيبي أبغض .
ربي إني تبت إليك وإني من المسلمين .
ليست هناك تعليقات: