مساحة إعلانية

يوميات الأميرة والأريام 15 ..فلسفة الحكم والصراع العبثي..من أريام أفكاري د.عاطف عبدالعزيز عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان أغسطس 04, 2016

هل هي شورى وأهل حل وعقد وبيعة إن أردنا إصلاح الرأس أم هو العقد الاجتماعي والدستور وآليات الديموقراطية ؟

كان هذا سؤال الأريام للأميرة وكان الجواب حاضرا وبقوة لدي الأميرة التي قالت :
 لكل زمان آلياته فالديموقراطية والدستور العلماني المدني والعقد الاجتماعي هو حجر الزاوية لأي تقدم ، فلم يعد الزمان يسمح بخليفة أو بسلطان وحريمه ، ولا لفقهاء يبررون الخضوع للسلطان الجائر الفاسق، وتعيش الرعية عبيدا للآمر الناهي الذي لم يعد لا العصر ولا العلم ولا العقل يقبل بوجود ظل لله على الأرض بكهنة يستعبدون الناس ويركعون عقولهم بسلطان الدين ، فالعقد الاجتماعي يحول المواطن لشريك في الحكم والحاكم لموظف بدرجة رئيس .

ردت الأريام قائلة يا مولاتي لقد تجاهلت قضايا شائكة وقطاع عريض من أمتنا ، فكيف بقرآن به افعل ولا تفعل ويجسد للأمة مفهوم ، كما أن نقل الفلسفة الغربية للحكم بكامل إطارها يهدم الدين لأن المسلم مرتبط بفلسفة متمايزة للحياة وهي أنها ورقة إجابة الامتحان ومهما طال الزمان فسينتهي الوقت ويصبح الإنسان في انتظار النتيجة ، ومهما كان عسر الامتحان وشدة الظروف فسيظل بلوغ النتيجة للاستقرار في نعيم الخلد هو هدف كل مؤمن لبيب ، فحقيقة الإسلام هي الإيمان بالموجود رب الوجود وفلسفته قائمة على يوم الجزاء ، أما مخازي الخلافة إلا القليل منها بعد خلافة منهاج النبوة التي هي أميز صور الديموقراطية فتلك قضية بشرية انتحل فيها الدين لتثبيت العروش ومقارنتها يجب أن تكون بمثيلاتها البشرية في ذات الزمان والظروف .

الإسلام وضع الشورى كقيمة و تبقى آليات بلوغها بشرية   والقضية ليست مسميات ولكن جوهرالحقيقة تحقيق العدالة والوفاء بالأمانة ، فالخلافة بكل مآسيها حمت الأمة من أشرس الهجمات الاستعمارية و...
وقبل أن يحتدم النقاش ويتحول لصراع يجسد حقيقة المشهد وعبثيته ، حامت روح الأم بَيّة حول الأميرة والأريام وتكلمت اللغة التي عجزت عن حملها الحروف ولا تفهمها سوى الأميرة والأريام وقالت :
أين نظام الحكم في سائر أمتنا الذي انتهج فلسفة البيعة لتحقيق الشورى أو فلسفة العقد الاجتماعي لتحقيق الديموقراطية ؟؟

عبثية الصراع حول فلسفة الحكم بين المحافظين وتيارهم الإصلاحي من جهة وبينهما وبين التنويريين المستغربين من جهة أخرى  هي حالة من التخبط في مرحلة الانحطاط وحالة من التيه الفكري وحلفاء هذا الفريق وذاك من الأنظمة لم تحقق الشورى لا بيعة ولا بآليات ديموقراطية ، بل ربما صنعت الفريقين ولعبت بالخصومة بينهما واستخدمت أفيون التدين لتحافظ على العروش والحصاد المر لتلك السنوات العجاف هو ما يدمي المقل اليوم .

هل هناك منهج واضح للمحافظين والإصلاحيين أم تحولوا لأحزاب وشيع وطوائف كل منها له دين فوق الدين ؟

هل يستقيم أمر مسلم بعيدا عن خطاب رب السماء الذي أعلن له الإسلام ودان له بالاستسلام ؟؟

أمطرت الأميرة والأريام روح الأم بَيّة بكثير من علامات الاستفهام مفادها وماذا بعد ؟؟

روح الأم بَيّة عانقت مئذنة الزيتونة وكأنه الحنين ثم حامت حول الكعبة بعد المرور بالأزهر ثم عادت لسطح القمر حيث الأميرة والأريام وقالت :

الشورى قيمة وليست آلية والخلافة وسيلة وليست غاية والوحدة هدف لا تعيقه المسميات وفي ظل تخلفكم وتناحركم وتشرذمكم فالقانون الوضعي المدني الذي لا يصطدم بالعادات والتقاليد ولا يخالف الأصول والمباديء المتفق عليها للدين ، ويؤمّن العدل والعدالة والحرية والكرامة الإنسانية هو المخرج من الأزمة فهو بشري ، النقصان من طبعه والتعديل قرينه ، وهذا ليس طعنا في الشريعة ولكنه العجز عن وجود من يقوم بها بحقها بمراد الله ، وتسلط الكهنة واللصوص والفجّار على رقاب العباد باسمها ، فمدنية إنسانية متصالحة بل وخاضعة لأصول التشريع العامة ومباديء الدين ومحافظة على المجتمع وقيمه هي الحل .

طارت روح الأم بَيّة من هنا إلي هناك تاركة الصمت يعانق الأميرة والأريام وحالة التدبر لما ألقت عليهما هو سيد الموقف ، فهل يمثل هذا الطرح حل أو حتى نواة حل للبناء عليها أم يتشبث الفرقاء بآرائهم توهما منهم بامكانية الحسم بالضربة القاضية ، وتظل الأمة شيعا وأحزابا متناحرة بدلا من أن تكون متعاونة متعارفة فيما بينها ؟؟؟

إن تحول الأمر لصراع بين جناحين آفاتهما اختلاف مفهوم ودرجة التدين ليس في صالح أي منهما بل يصب في صالح عدو لن يرحم هذا ولا ذاك  .
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام