مساحة إعلانية

الأريام في زيارة الحسين -2-..من أريام أفكاري ..د. عاطف عبدالعزيز عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان يناير 19, 2016




دخلت مسجد الإمام الحسين مع آذان الظهر وشعرت بروحانية غريبة لست أدري هل بسبب المكان أم الزمان أم إسم من ينسب إليه المكان وللحسنين والسيدة زينب والسيدة نفيسة وباقي السادة في القلوب حنين حتى لو كان لا يربطهم بالمكان إلا الأسماء
وبعد الصلاة حان وقت دخول المقام الذي يظن بوجود رأس سيد الشهداء فيه وتشتد حالة الصراع بين أريامي وتشرد أحداها وترفض الدخول رفضا للنذور ومسح القبور والظن بنفع أو ضر من في القبور
وتطاوعني باقي أريامي وندخل الضريح مسلمين على صاحبه ومصلين على النبي وآل بيته الطيبين
وتركت الحرية لأريامي في التجول في الضريح يعيشون مع كل زائر على حده فما بين من جاء مثقل بالهموم ومن أعجزته الديون ومن ضاقت نفسه عليه ومن هو من البنين محروم ومن جاء وفاء بالنذور ومن جاء لا يطلب حاجة بل طلبه العشق للقاء بفيض من نور المحبوب
ألوان شتى وأجناس عديدة لا أظنهم يهتمون بتفاصيل المتكلمين ولا أظنهم بما يعتقد أنه شرك يتعمدون
بل أظنهم بفضل صاحب المقام وطهارة نسبه يتوسلون لرب البرية أن يفرج الكروب .
هم في دنيا وأنا في دنيا أخرى فلم تشغلني أخذ البركة من حدود الضريح ولا التمسح بجدران المقام وحتى رائحة المسك التي غمر المكان لم يعد في أنفي متسع لتشمها فقد كنت هناك حيث الحسن والحسين على ظهر جدهمها المصطفى وتمر الأيام وأرى حسينا يرفض التواكل والظلم والجور ولا يركن لنسبه ولا لفضله يخرج طلبا للإصلاح ولإستعادة جوهر الدين وحقيقة الرسالة
ويخذله المتخاذلون بعد أن قطعوا العهود وبعد مقتله عليه يتباكون ويلطمون الخدود ويشقون الجيوب وما لطم الحسين ولا شق الجيوب
أرى حسينا ما سفك دما حراما وحاول جاهدا تجنب إراقة الدماء ولكن الظالمين كانوا يدركون أن صوت الحسين لن يترك عروشهم تستقر فقتلوه أسدا شامخا يزأر بالحق .
كان الزوار يشمون رائحة المقام وكنت أشم رائحة دماء الحسين الذي خرج بنفسه وسيفه وصبر وسط قسوة الخيانة والغدر ولم يهرب لضريح جده ليستغيث به أن يرسل الله الطير الأبابيل لأن حسين يدرك حقيقة دعوة جده   فلم يكن رضي الله عنه متواكلا ولا متزهدا ولا مبتدعا ولا مفرقا بل كان رسالة عدل وحب وتسامح
وأيقظتني أحد أريامي بسؤال لم أجد له جواب
ماذا لو حضرت كربلاء هل ستكون مع الخائفين أم مع الغادرين أم تنحاز لجيش السبعين وماذا عن هؤلاء الزوار والمحبين هل حالهم حال المعاهدين فإن اشتد البلاء كانوا من الهاربين ؟؟
سؤال ما أصبعه وأمره وليس له عندي من جواب .
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام