إشتعلت الحرب الطاحنة بين الإعلامي إسلام
بحيري والأزهر وكعادتنا في معالجة الأمور نكتفي بثبات زاوية الرؤية ونكتفي بالقشور
مع الإدعاء الدائم بإمتلاك الحقيقة المطلقة ، ومن منطلق مخالف أحاول تعدد زوايا الرؤية
ويبقى ما أصل إليه بزعمي حقا هو نسبي .
إسلام بحيري مثقف سطحي المعرفة الدينية
على الأقل ولكنه أثار أمورا عميقة وفي غاية الأهمية وأهمها نزع القداسة عن الموروث
ولكنه تعامل مع تلك القضايا بسطحية وأفرغ طاقته في صناعة أزمة بتعمده السباب والشتم
والإتهام ، وجعل مبتغاه هدم التراث بدلا من التنقيب عن نفائسه ونفض التراب عنها ، وأنا
ضد طريقة طرح وسطحية بحيري شكلا وموضوعا وضد تلك المساحات الإعلامية التي منحت لسطحية
كانت تستنفر أزمة في مجتمع مأزوم .
وتعامل الأزهر قلعة عمق الفهم بسطحية مع
القضية وعلى لسان بعض موظفيه أعطى لنفسه سلطة باباوية لا يعرفها الإسلام وإهتم بشخص
بحيري وسقطاته وما سماه سبا للأزهر أكثر من إهتمامه بالقضايا التي أثارها بحيري ووقع
بعض موظفيه وأنا أعي إستخدام اللفظ وهو أهم عيوب الأزهر تصدر الموظفين وقع في خطيئة
أنهم يظهرون الوجه السمح للإسلام وإن كان هناك وجه سمح للإسلام فذلك يعني أن له وجوها
أخرى ، وكان أحرى بهم القول بإظهار حقيقة الإسلام والبحث عنها كما نزل بها وحي السماء
.
هل الأزهر الشريف قلعة العلم
والمرجعية الإسلامية التي لا خلاف على أهميتها
والذي نأمل فيه ومنه الكثير هل هو من أركان الإسلام أو محتكر للعلوم الشرعية ؟
ولماذا إنتشر الفكر السلفي وغيره في بلد
الأزهر ؟
ألا توجد حالة من الخصام وإنعدام الثقة
بين الأزهر وبعض الناس قل عددهم أم كثر بدعوى تحول مؤسسة الأزهر لظل للحاكم وتلك التهمة
زادت منذ الراحل الشيخ طنطاوي رحمه الله ؟
وما حال المخالفين للأزهر في المذهب العقدي
والمنتشرين بمصر وهم السلفيين ؟
هل الأزهر الشريف في أزهى عصوره وهل يتصدر
النابهين والمجددين والعلماء المشهد فيه أم يتصدر بعض الموظفين وحصل على تراخيص خطابة
منه من يصدون الناس حتى عن خطبة الجمعة ؟
هل للأزهر وقوافله الروتينية وبعض خطابه
الجامد الأثر المطلوب في تصحيح الفكر ومحاربة التطرف أم أنها ندوات وقوافل روتينية
يحاضر فيها أضعاف الحضور ؟
فى سالف الزمن كان العالم حتى يقال عنه
عالم لابد أن يجاز ممن تلقى على يديه العلم وفي عصرنا الحديث أصبحت الدراسة الأكاديمية
وشهادات الماجستير والدكتوراة فضلا عن الإنتاج العلمي والفكر هم من يجيزوا أي عالم
في مجاله ولدينا في مصر كليات كدار العلوم تخرج منها قمم علمية وليست تابعة للأزهر
، وهناك معاهد وجامعات في أنحاء العالم تهتم بالعلوم الشرعية ، فلا ينبغي للأزهر أن
يظن أنه محتكر لصكوك العلم الشرعي وخاصة في فترة يخرج الأزهر مخرجات تعليمية ودعوية
مريضة في غالبها حاله كحال التعليم عموما في مصر .
لا أكتب تلك السطور هجوما على الأزهر الشريف
الذي هو قلعة من قلاع العلم والوسطية والفهم المستنير والتنوع الفقهي بل حبا في الأزهر
وحزنا على ما آل إليه وعلى ما أراه جمودا يعتريه مما سمح بسحب البساط قليلا أو كثيرا
من تحت أقدامه حتى في مصر لصالح أفكار مشوهة وجدت التربة الخصبة عندما إلتصق الأزهر
بالسلطة وإنتهج الجمود .
إن الأزهر الشريف مليء بالعلماء الأفذاذ
والمفكرين العظام ولكن الأمر بحاجة لإرادة وإستقلالية وتصدر أهل الفكر للمشهد .
إن الإعتراف بعيوب المنظومة الأزهرية وقيادة
ثورة تصحيح داخل هذا الصرح العظيم هو طوق النجاة ليس لمصر بل للأمة كلها لتنجوا من
الفتن ومن التكفير والإنحرافات الفكرية .
إن الإسلام وعلومه ليسوا حكرا على أحد وإن
مكانة ونفوذ المؤسسة العلمية هي بقدر كفائتها ومصداقيتها ومواكبتها للتطور .
اللهم أعز الأزهر الشريف بعلمائه وأجعله
منارة للإسلام والمسلمين وأجمع به وعليه قلوب المسلمين
ليست هناك تعليقات: