المشهد اليمني يتصدر الأحداث وخاصة بعد بداية عملية عاصفة الحزم ضد الحوثيين بقيادة سعودية ومشاركة عربية وإقليمية ، ودعمت أمريكا العملية وصرحت أنها ستقدم الدعم الإستخباراتي وتزامنا مع تصريحات تركية قوية تدعو إيران لسحب قواتها من العراق وسوريا واليمن .
أخطر ما في الأمر هو تصدير المشهد الطائفي وتحويل الصراع لحرب طائفية ولابد من الحذر من هذا الفخ .
إيران تعاني مشاكل داخلية وتحاول فرض هيمنتها وإحياء مشروعها الإمبراطوري الفارسي ، وتتعامل بغباء حيث أن المخطط هو الإستنزاف العربي الفارسي ومن ثم تمهيد المنطقة لهجمة إستعمارية جديدة يتصدرها الكيان الصهيوني الآمن الوحيد حاليا بالشرق الأوسط .
لم تكن هناك مشكلة بين السنة والزيديين وخاصة باليمن بل على العكس كان معظم السنة يرون أن الزيديين هم الأقرب لهم من الشيعة ولكن المشكلة بدأت عندما إمتطى الحوثيين المذهب لتحقيق مآرب سياسية مرتبطين بالمشروع الفارسي ، إن اليمن العربي بشافعييه وزيدييه وكل أطيافه سيظل عصيا على الطائفية وعلى شعبنا العربي اليمني الإلتفاف حول اليمن ونبذ التطرف الحوثي والقاعدي والخيانة من المخلوع وتابعيه الذين نكثوا عهودهم وباعوا وطنهم وخذلوا الخليجيين الذين حموا صالح لضمان إستقرار اليمن إلا أنه خان وغدر .
إن طبيعة عاصفة الحزم أنها ضد التمرد الحوثي والنفوذ الإيراني وإستجابة لطلب الرئيس اليمني وليست ضد مذهب ولا فكر ولا دين ، ويقع بعض السنة في الفخ فيكبرون ويدعمون ما يعتبرونه حرب ضد الحوثيين الشيعة وهذا توصيف خطأ وخطير ومرفوض .
أما على صعيد جماعة الحوثي الذي تسمى نفسها أنصار الله وتتخذ لغة خطاب طائفي وتوظف النص الديني لتفجير المنطقة وتفاوض وتوقع وتخون وتسيطر بالسلاح في نفس الوقت وتسمى الله وهي تقتل اليمنيين فسيتم دحرها لأنها معتدية وعليها أن تدرك الواقع جيدا وتنفض يدها من إيران وتتراجع للخلف وتلقى السلاح وتعود فصيلا يمنيا مشاركا في إعادة بناء اليمن .
الأمة العربية أصبحت أمام وحدة إجبارية لأن المعركة معركة بقاء والدرع العربي أصبح ضرورة سواء من خلال إتفاقية الدفاع العربي المشترك أو تكوين كيان جديد ، فالعرب دفعوا للمواجهة ولم يطلبوها ، فبعد سقوط أربعة عواصم عربية تاريخية لم يعد هناك مناص عن المواجهة وإن كنت أتمنى على إيران أن تفيق من وهمها وتسحب ميليشياتها وتجنب المنطقة صراع ستكون هي أكبر الخاسرين فيه.
على العرب أيضا أن يدركوا أنهم يستدرجوا لمستنقع إستنزاف لقواهم ولكنهم أصبحوا مجبرين عليه ولذا فالدرع العربي أصبح ضرورة حتمية مع الأخذ بالإعتبار تنوع مصادر السلاح والذخيرة لأن سياسة أمريكا هي التوازن حتي يكتمل التدمير الذاتي وبالتالي من المتوقع منع التسليح في أي وقت .
وتبقى المهمة الكبرى عند أحفاد بلقيس ليلتفوا حول اليمن ويستغلوا دعم أشقائهم للتخلص من النفوذ الإيراني وبناء وطنهم على أساس العدل والمواطنة .
وأدعوا إخوتي من الشيعة العرب للإلتحاق بأوطانهم والدفاع عن هويتهم وعدم الإنخداع بالزيف الفارسي فبالأمس القريب قتلت ميليشيات إيران إخوة من الشيعة العرب الأحرار الصرخية بالعراق ولم يشفع لهم أنهم شيعة وكانت كل تهمتهم أنهم دافعوا عن عروبة العراق ورفضوا القتل على الهوية وفضحوا مجوسي إيران ورفضوا إحتلالهم أرضهم وأدعوا السنة لعدم الإنجراف خلف المخططات الطائفية فنحن لا نعادي مذهبا ولا فكرا ولا عقيدة مخالفة بل ندافع عن بلادنا ونحافظ على هويتنا وأوطاننا .
ليست هناك تعليقات: