د. عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب ..عناق اللحيتان ..من أريام أفكاري

‫#‏أريام_أفكاري

من 25 يناير حتى سقوط مبارك ظاهرتان جديرتان بالدراسة

الظاهرة الأولى هي الحب وقبول الآخر بصدق دون بروتوكولات ولا مجاملات

صورة ملاحمها السلفي المغلق بطبعه حتى على عامة المسلمين والذي ربما لو شاهد صليبا كان يقشعر بدنه يعانق مسيحيا والصليب على صدره بصدق وحرارة في ظل غياب الأطر الفكرية والمشايخية إن جاز التعبير والعكس صحيح يعانق القس السلفي وتتعانق اللحى دون القيود والمخاوف المسبقة

قداس يحميه مسلمين وجمعة يحميها مسيحيين وماء الوضوء يصبه المسيحي على أخيه

صورة طبيعية عفوية صادقة تعجز الدول والقوانين والعظات عن رسم مثيل لها

تري هل كان ذلك بسبب وحدة الهدف والمظلومية وغياب المطامع والشوق للحرية ؟

الصورة الثانية هي الإنتماء لهذا البلد وخاصة من قطاع الشباب الذي فقد معنى كلمة وطن وشعر لأيام بمعنى الوطن وأنه فاعل ومالك لهذه الأرض فكنس الشوارع ورسم الأمل على الحوائط ودافع عن المال العام بدمه لشعوره للمرة الأولى ربما أنها أمواله

بنات الطبقات الراقية يحملن المكانس ويكنسن الشوارع ،

فراغ أمنى أمن فيه الشعب نفسه

أمل زرع في نفوس الشباب فحولهم لطاقات بناء وإحساس حقيقي بالإنتماء وبالملكية وبوطن يحتضنهم ويبنوا حضارته بعرقهم ويصونون ترابه بدمائهم

وما أن تنحي مبارك حتي كسرت الصورة وترك زجاجها في الأرض يدمي الأرواح قبل الأقدام ..

لحظات فارقة تحدث عنها العالم وبهرت الدنيا ولكن ما تلاها أظهر عورات العقود السالفة