كانوا في المسجد يستلمون الفتية بتمجيد الخلافة العثمانية والتي تمثل عز الأمة وشرفها والتى ما إن إنهارت حتى ضعنا ، وكان ضياع فلسطين وفساد أنظمة الحكم هما المادة الثرية التي يلتفون حولها ويسلبون القلوب من خلالها ، فكانت الجماعة ونشأتها رهينة فترة من فترات الأزمة الكبري وتاريخيا يرصد الباحثون ردة كبرى بعد مرحلة التلمساني لتقود الجماعة في الفترة الأخيرة عقولا مظلمة ، وتعود للخلف بدلا من التطور الفكري الطبيعي .
لما فردت أجنحتي للبحث عن الحقيقة ورجعت للتاريج وجدت العراق والشام ومصر فضلا عن أماكن كثيرة في أوربا قد عانوا من العثمانيين وظلمهم معاناة كبيرة ، و بما أني فلاح خرسيس على حسب وصف الأتراك لم أجد تعاطف مع تلك الحقبة المرة من تاريخنا .
هل أردغوان العثماني قضيته دين أم عثمانيته ؟
إن كان دين فالنبي عربي والقرآن عربي ولا فرق في الدين على أسس عرقية فالتقوى والعمل الصالح هما الميزان وإن إختار الله لرسالته الخاتمة ولقرآنه العربية لغة فأظنها أولى بالولاية وكان عليه أن يفتخر أن أجداده سلمان وصهيب وعمر بدلا من إستحضار عثمانيته .
وقامت الثورة الإيرانية تدعي الإسلامية وكان إصرارهم على أن يكون الخليج فارسي !!!
وكانت بغداد أمامهم يسعون إليها حتى أعلنوا الخليج الفارسي من بغداد الرشيد ؟
مع أن الأئمة عرب والحسين عربي !!
هل الفرس والعثمانيين والإخوان كملحقين بهم يسعون لدين أم لإمبراطورية وعرق ؟
رجعت للتاريخ فوجدت صلاح الدين خرج من ضيق كرديته لرحابة الإسلام فقاد الأمة للإنتصار ولم يحاول فرض عرقه حسب ظني لأنه كان يبتغي الإسلام وراية نبيه العربي وكلام ربه بلسان عربي مبين وعلى شاكلته كان قطز وبيبرس والمفارقة أنهم قادوا الأمة من هنا من مصر ؟
إلي أين أنتم ذاهبون يا إخوان أردوغان ، سواء كنتم ضحايا أو مجرميين فقد أصبحتم جزء من الأزمة ولن تقبل الشعوب بعودتكم إلا على جثمان الأوطان لا قدر الله ، حتى وإن إختلفوا مع أنظمة الحكم فوجودكم أصبح في الوقت الراهن مرفوض ،
وإن كانت عودة مهديكم ثمنها الوطن فلا رده الله ، أفيقوا من الهذيان
وإقرأوا حقيقة الصورة السياسية وحتى إن كنتم أصحاب حق فالحق الذي يكون ثمنه وطن هو باطل وحال الأمة لا يخفى عن أعين أهل البصائر فهل تظلون في غيكم تسيرون وفي ركاب العثمانيين تسعون أم ينتفض أصحاب العقول للحفاظ على هذا الوطن أم يظلون فى أوهامهم يعيشون ؟
ليست هناك تعليقات: