مساحة إعلانية

د.عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب ..... السير على الأشواك

عاطف عبدالعزيز عتمان سبتمبر 23, 2014







من السهل جدا أن أواكب التيار وأركب الأمواج وأتسلق الجدران وربما وقتها أكون محل إعجاب وتقدير من قطاع عريض ، وربما أكسب شهرة ومالا وربما سلطة.
من السهل جدا الهجوم والمدح والذم والطعن واللعن ، ولكن البناء هو الصعب.
لقد عاهدت ربي ونفسي أن أحمل رسالة وأن أسير على الأشواك لو إعترضت طريقي ، وأن الدماء التي تنزف هي كفارة لخطاياي والجزء المظلم في نفسي.
إن السير على الأشواك قدر حتمي لمن يحملون رسالة ، والتهم بالجنون والمجون والفسوق والكفر حال كل المجددين الرافضين تسليم عقولهم للواقع أو للموروث دون إدراك .
تكلمت عن الردة ومفهوم المواطنة  وزيف شعارات الصلاة على النبي ومظاهر التدين ، وضياع حقيقة الدين ، والتطرف والتعصب الفكري ، وعن ضرورة قبول الآخر ومد جسور التعاون من موقع القوة والاحتفاظ بالثوابت
، ولما كانت الصورة الحالية هي إستبدال الصراع العربي الإسرائيلي بالصراع السني الشيعي ، وإشتعلت الطائفية بالعراق ولبنان وتدخل حزب الله يذبح السنة بسورية ، وداعش تذبح الشيعة وغيرهم ، ولما رأيت فضائيات الحقد المقدس وتحول معظم رجال الدين لنار تحرق كل شيء أتت عليه
، وتلاعب السياسة والساسة بكل شيء حتي أقدس المقدسات وهو الدين وتسخيره لخدمة الساسة وأطماعهم ، وسط كل هؤلاء وجدت مرجع شيعي عربي محترم يقول :
<السنة والشيعة أمة واحدة ، دين واحد وإجتهادات متعددة

وأوضح بأن علاقات المذاهب والأديان لا يجوز أن تكون على حساب الأوطان ، وصرح بأن المتهاون بوطنه متهاون بدينه حتما .

ويصرح بأنه

العلاقة مع الآخر تكون من خلال منظومة القيم و المبادئ الانسانية

التي تجعل الناس سواسية لا تفرق بينهم أعراق و ألوان
و لا تمنحهم الامتيازات أنساب و أديان

لن تحمينا مذاهبنا ولا طوائفنا ولا أحزابنا ولا جماعاتنا،

 بل الإنصهار الوطني والدولة العادلة >
وجدت صوت عقل معتدل يدعو للتواصل مع الآخر ويحترم معتقدي ولو ظاهريا ، فالقلوب والنوايا لله ، فيحرم السب واللعن ويعلو فوق المذهب للعودة للأصل وهو الدين.
كنت أعلم أن الأمر شائك وسينالني منه الأذي ولكني سعيت للتواصل مع الشيخ لإبراز صوته وتعريف أهل السنة به ، وبمحاولة بسيطة من قلم خافت الصوت لجمع شمل تلك الأمة أو على الأقل نزع فتيل صراع كلنا فيه خاسرون .
نشر موقع سماحة المفتي السيد علي الأمين مقالي <أصوات الإعتدال وأبواق التطرف> على موقعه الإلكتروني وعلى وعد بحوار شامل وحصري وصريح قريبا مع سماحته ، نتطرق فيه لكل الأشواك التي تؤزم العلاقة بين السنة والشيعة. 

وما أن فتحت الموضوع حتى وصلتني رسائل عديدة من محبين يخشون علي الأشواك ومن كارهين يزرعون الأشواك ويكيلون التهم دون أن يكلف أحدهم نفسه بعناء الفهم ومشقة الحوار ، وللجميع أقول :

 أنا داعية حوار وتعايش ومحبة مع الجميع وداعية تقارب مع الجميع
دون تفريط في ثوابت عقيدتي ولا تعصب حتي لديني مع إعتزازي به فهو أعز ما أملك.

تعلمت من رسولي أن لا أكون طاعنا ولا لعانا ولا فاحشا ولا بذيء
تعلمت من ديني عقيدة ولاء براء عقدي لا تمنعني من التعرف على الأخر والتعايش والتعاون ، ونقل نور السماء إليه سلوكا وفعلا وإحترام معبوده ولو كانت بقرة .
تعلمت أن لحواء رحم  ومن لم يقاتلني ولا يعاديني فله رحم حواء وحق الجوار إن كان .
لن أتعصب لا لمذهبي ولا لديني ولا لرسولي فهو القائل لا تطروني كما أطرت النصارى بن مريم فإنما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله.
لا أقود حوارا من أجل أن أتشيع أو أدعو للتشيع ولا أدعو ضيفي للتسنن بل أخوض حوارا من أجل الوحدة والتعايش والإحترام المتبادل والتعاون في خلافة الله في أرضه.
سأحاور اليهودي غير الصهيوني الذي لم يعتدي على أرضي ،
سأحاور المسيحي والبوذي والملحد ، سأقف جنب المظلوم أيا ما كانت عقيدته أو عرقه هكذا علمني رسولي برد الظالم وإن كان أخي رحما أو عقيدة
لست سعيدا بالأشواك ولا أحب الدماء ولست من هواة الألم ولكن لو كان قدري السير على الأشواك حملا لرسالتي فمرحبا بالسير على الأشواك .

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام