المشهد العراقي طغى على الساحة العربية
التي أدمنت البكاء منذ عقود ، سقط نظام صدام حسين وسقطت بغداد ، ومازال
شبح صدام حسين يؤرق الإيرانيين ، وأتباعهم فيكيلون له السباب واللعنات ويحملونه في
قبره فشلهم الزريع .
في القاهرة إستقبل الرئيس المصري عبدالفتاح
السيسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك السعودية ، وكان المشهد العراقي حاضر وبقوة
ويبقى السؤال كيف سيتعامل العرب مع الأزمة العراقية ؟
وهل تسقط بغداد نهائيا في أيدي إيران ومن
سيكون عليه الدور ؟
على الصعيد الدولي ما تزال أمريكا تائهة
ولا تدري كيف تتصرف في حصادها المر الذي زرعته فالعراق
؛ فأمريكا تدرك أن القصة ليست داعش وفقط بل
جزء أصيل من الشعب العراقي إضطهده المالكي ،
وعزله عن الصورة ، وأن أي تدخل عسكري دون حل سياسي يضمن عودة المكون السني للعملية
السياسية هو نوع من سكب البنزين على النار ، وسيعطي المتطرفين قوة وشرعية .
خاب ظن السيد المالكي بعد خطاب أوباما والذي
إكتفي بدعم العراق ب300 خبير عسكري ، وكان السيد المالكي يطمع في قصف جوي لأبناء العراق
بحجة داعش الغبراء ، وكاد أوباما أن يشد أذن
المالكي ويقول له خربتها وقعدت على تلها .!!!!!.
ويستعد وزير الخارجية الأمريكي لزيارة المنطقة
والتباحث مع الدول الفاعلة عن كيفية الخروج من المآزق العراقي .
على صعيد الموقف الميداني فالحرب مشتعلة
وهناك ما يسمي بمتطوعين شيعة للدفاع عن المقدسات في تأجيج طائفي للصراع ، والتدخل الإيراني واضح وصريح في وقت يتسارع العرب
أصحاب الأرض لنفي تدخلهم !!!
.
أما الموقف الكردي المحترم الذي يدعم محاربة
الإرهاب دون الخلط بين حقوق السنة ومطالبهم العادلة وبين الإرهاب الداعشي وإرهاب ميليشيات
إيران .
إن المقدسات الشيعية في العراق واجب أهل
السنة قبل الشيعة حمايتها ، وإن محاربة الإرهاب الداعشي أو الميلشياتي واجب كل العراقيين
والعرب .
ما زلت أنادي إخوتي العشائر العربية الشيعية
الجعفرية الكريمة .دماؤكم دماؤنا ومقدساتكم مقدساتنا ونبيكم نبينا إياكم والفتنة إياكم
والطمع الصفوي في إستعبادكم وتمزيق أرضكم والإنتقام منكم .
أئمة أل البيت أئمتنا ومراقدهم نفديها بأرواحنا
وأنتم إخوتنا فحذار من ألعاب السياسة والساسة ومطامعهم ولو على جثثكم .
وإلى القبائل الشريفة العربية الثائرة أقول..
قضيتكم عادلة وهذه الداعش خنجر في خواصركم
.
قضيتكم ضد الظلم والطائفية وسرقة عروبة العراق وتفتيته.
مدوا أيديكم لإخوانكم وأصهاركم من شرفاء
العرب الشيعة ، وحاربوا التطرف والإرهاب من كل مذهب أو عرق ، وإياكم من لعنة الدم والطائفية
بينكم .
أما الأمة العربية فوا حسرتاه جراحها نازفة ، ومشاكلها الداخلية مشتعلة ؛ فعندما ينتظر العراق العربي خطاب أوباما
ليحدد مصير أزمة العراق وننتظر الفرج من واشنطن ، فلا تحدثني عن فرج قريب عن الأمة
العربية !!
من حصاد الربيع العربي المر ما جناه الإسلاميون
علينا فالبعض من فرط كراهيته لهم يظن أن ما يجري في العراق ضدهم وربما يؤيده ، وهؤلاء لا يدركون
أن أزمة الإخوان كانت في تبعيتهم لمرشدهم وأن السيد المالكي من نفس مدرسة الإخوان مع
إختلاف المذهب فهو تابع لمرشده في طهران فاختلف المذهب والمدرسة واحدة .
ليس للعراق بعد الله إلا رجال العراق الشرفاء
يتحدوا ضد الإرهاب بكل أشكاله وضد التدخلات الأجنبية بكل ألوانها ويعتصموا بحبل الله
جميعا سنة وشيعة ولا يتفرقوا
لك الله يا عراق العروبة ..
ليست هناك تعليقات: