مساحة إعلانية

د. عاطف عتمان يكتب ..أعلن الردة

عاطف عبدالعزيز عتمان أغسطس 26, 2021
حد الردة

2/6/2014
لست من ألئك الذين يتجرؤون على الله ولا على أحكامه
ولا من الذين يظهرون أو يبطنون اتهاما لله ولشرعه بالنقصان
، ولكني أقصد بالعنوان زلزلة للعقول لعلها تنفض الصدأ الذي جعلنا في ذيل الأمم ، فحتى المتدينين والذين يحاولون إحياء الإسلام ما فهموه فكانوا شر رسل لخير دين .

لست من أهل الفقه ولا مختص بالفتوى ولا أهل للاجتهاد ولا يجوز لي إطلاق أحكام ولا فتاوى، ما أنا إلا مجرد قلم مرتد يطرح تساؤلات، ويضع علامات استفهام وينقل بعض آراء المتفقهين من أولي الألباب والبصائر في محاولة  لإيقاظ العقول من سباتها القديم.

نعم مرتد .
مرتد عن الجهل وضيق الأفق و التقليد الأعمي و تحويل العقول لمسخ يقلد ولا يفكر  مرتد عن التسلف وحصر عقلي في أفكار فقهاء لو صلحت لزمانهم لا تصلح لليوم، وربما تم تحريف كثير منها فعشنا في ضلال التحريف حتى ضعنا .

مرتد عن التصوف الأعمى الذي فرغ الدين من مضمونه وحوله من زهد القلوب لما تملك الأيادي لتزهد العجزة والأذلاء .

تابعت محاكمة الطبيبة السودانية أبرار والتي تنصرت وصارت مريم وتزوجت مسيحي وحامل منه.

تابعت ثورة بعض المنتسبين للغيرة على الإسلام وتكبيرهم حال النطق بحكم الجلد والإعدام على الطبيبة، وتابعت ثورة القوى المسماة مدنية ودعاة حقوق الإنسان وانتفاضتهم لحرية عقيدة فرد وهي حقه من وجهة نظري بكل تأكيد، لكني وقفت متعجبا من الفريق الأول الذي شعرت من تكبيره أن القدس تحررت وأن مسلمي إفريقيا الوسطى وبورما تم رفع الظلم عنهم وكأن مشكلة الإسلام هي حكم الردة على مريم أو أبرار .

وتعجبت أكثر من تعفن الضمير الإنساني لدى الفريق الآخر الذي انتفض لحماية معتقد فرد وتعامي عن الألاف الذين يذبحون على الهوية وتهدم دور عباداتهم ويحرقون أحياء فتبا للإزدواجية ولعفن الضمير العالمي .

لست مع ما يسمي بحد الردة ولا أظنه من الإسلام في شييء فهو مخالف لصحيح آيات القرآن ومخالف لجوهر الدين عموما ومخالف لكل القيم والأعراف الإنسانية وقد تكلم كثير من أهل الفقه والفكر في هذا الصدد وما أميل إليه أنا هو الرأي المفسر للحديث الشريف الصحيح..


روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من بدل دينه فاقتلوه "

 أنه حكم من الرسول كقائد سياسيي لمجابهة ظرف معين وهو تلاعب البعض بالدين فيؤمنون أول النهار ويكفرون آخره لمحاولة الفتنة وهدم الدين في مهده ، وأنه من حق القائد السياسي أن يتخذ من التشريعات ما يحفظ البلاد في ظرف ما من الخطر
ومن الثابت عند أهل الفقه أن رسول الله صلى  الله عليه وسلم تعامل في مواقف كنبي يوحى إليه وفي مواقف كبشر وقصة تلقيح النخل معروفة وفى مواقف كقائد سياسي للدولة ولست بصدد التشعب في هذا الأمر.

ومن المعروف في الأحكام أن هناك عام وخاص وناسخ ومنسوخ وحتى الحدود يعطلها ولي الأمر للمصلحة ..

فأين أذهب بصحيح الآيات الواضحات بل ذكر المرتدّ في عدّة مواضع ولم يذكر أبداً قتل من يرتدّ.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}
قال تعال: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
بل إن قول الله تعالى (فيمُت وهو كافر) يؤكّد أنّه لا يوجد حدّ لقتله, فالإيمان والكفر علاقة بين الإنسان وربّه فنحن لا نشهد على قلوب العباد ولا نعلم ما بها ولا يحقّ لنا أن نطلق لقب الكفر على أحد إلى أن يجهر ويقر هو بذلك, إذ أن حساب المرتدّ على الله هو يعذّبه لأن الإيمان والكفر مسألة بينه وبين الله.
إضافة إلى ذلك لو كان المرتدّ يقتل كيف نفسّر قول الله تعالى الفصل.
قال تعالى:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
إذ أنّ قتل المرتدّ هو إكراه في الدّين.
كما قال تعالى:{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}
أليس قتل من يرتدّ إكراه له في الإيمان؟!


أطرح بعض التساؤلات إن كانت الردة جعلت لحفظ الدين من محاولة الفتنة والعبث فهل اليوم الإسلام في خطر من إلحاد أو تنصر فرد أو مائة أو ألف ؟!

وإن كان الحد لمن دخل الإسلام اختيارا لدفعه للتفكير مليا وعدم التلاعب بالعقائد فما حال من ولد لأسرة مسلمة مثلي ولم يكن لي حق الاختيار أليس من حقي اختيار ديني ؟!

وكيف حال الدعوة لو عاملت الدول الغير مسلمة مواطنيها بالمثل وأعدمت من يغير دينه ؟!

وماذا عن من كفر بداخله وخاف الحد فكتم كفره وعاش منافقا وتزوج مسلمة وتعامل ظاهرا كمسلم وهو يبطن الكفر ؟!

إن المجرم الحقيقي في قضايا الردة هم نحن معشر المسلمين وخاصة المتدينين منا وإني لأحمد الله أني ولدت مسلم وإلا فإني أشك أنني كنت ساهتدي لهذا النور.


تعلمت من الإسلام أن لا أكون منافقا وأن أسعى للحق وأن لا أتعصب حتى لديني وأعلنها أنني لو اقتعنت يوما بصحة دين يرضي ربي غير الإسلام لاعتنقته وأعلنته غير عابئا بما يسمى حد الردة.

وأرى أن الحل في قانون ينظم الدعوة والتبشير وينظم حرية العقيدة بما يحافظ على نسيج المجتمع ويمنع استغلال القُصر واستغلال الفقر والحاجة وعدم الانجرار لتوافه الأمور وإشعال صراعات لن نحصد منها إلا الحنظل.

ويبقي التضرع لخالق الكون أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطل ويرزقنا اجتنابه وأن يقبضنا على ما يحب ويرضى.



مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام