الشيخ حسن الركب ..رحمه الله ..ونموذج كتاب القرية ..بقلم د.عاطف عتمان

الشيخ حسن الركب رحمه الله..

شيخ كتاب القرية ..فى قرية جزيرة نكلا العنب على فرع رشيد قبل شبراخيت ببضعة كيلو مترات فى محافظة البحيرة ..

كتاب القرية الذى مثل فى السابق حاضنة التعليم الأولى  ومفجر طاقات الإبداع ..

فك طلاسم اللسان مع كتاب الله وآياته وفك طلاسم اللغة مع إصبع الطباشير والسبورة ومغازلة حروف الهجاء للمرة الأولى ..

الشيخ الركب رحمه الله نموذج لهذا الجيل من مشايخ الكتاتيب والذين تخرج من تحت أيديهم ليس حفظة القرآن فقط ولكن الكثير والكثير من النوابغ فى كل المجالات ...

ربما إتسم مشايخ الكتاتيب فى تلك المرحلة بشىء من القسوة فى التعامل وكانت الفلكة آداة العقاب للمقصر...
 -ذلك الحبل المربوط فى طرفى خشبة والذى يلف حول قدمى المذنب -
 ويتم الضرب بالعصى على باطن القدم حتى تصبح علقة موت وعلامة فاصلة ربما لا تتكرر..

ولكن هذه القسوة كانت مرتبطة بالخوف على المتعلم والرغبة فى إصلاحه وتعليمه وتحفيظه ..لم يكن خلف القسوة من هدف إلى المصلحة وربما كانت القسوة أشد كلما أثبت مرتاد الكتاب تفوقا ونبوغا  ..
الكتاتيب علامة تاريخية مهمة من تاريخ مصر وربما كنت من أواخر الأجيال التى عاشت تلك التجربة وكان الشيخ الركب رحمه الله من أواخر أجيال مشايخ الكتاتيب وكانت فلكته من أواخر الفلكات ....
وربما من ترتيب القدر أن يرفع لواء التعليم الأستاذ على حسن الركب مدرسى فى الإبتدائية لسنوات ..والذى كان يدرس الدراسات الإجتماعية والذى غرس بداخلى إن لفظ إسرائيل المكتوب على الخريطة إغتصاب وإن إسم تلك البقعة فلسطين رفع لواء العلم خلفا لوالده فكان نعم الخلف لنعم السلف ..

رحم الله شيخى الجليل وجزاه الله كل الخير والإحسان على كل حرف من كتاب الله علمنيه وعلمه لغيرى ...