مساحة إعلانية

أباطرة السلطة ونار الحقد المقدس ....بقلم دكتور عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان يونيو 28, 2013

إنبرى اللسان من النصائح وجف الحلق من الكلام وجف حبر القلم وأبى إلا أن يكتب بمداد الدم ..الدم الحرام وكل دمنا حرام وتصنيفه على أساس دين أو عرق أو حزب خطيئة الخطايا ..

صمت الآذان وعميت القلوب وماتت الضمائر  وإنتعش سوق النخاسة للتجارة بأي شيء وبكل شييء من أجل الشهوة والسيطرة 
وحب السلطة ...

قلنا وطن تحترق فلذات كبده وينهار وأن دماء أبنائه لن تجرنا إلا إلا الهاوية ..
مستنقع مرار ولعنات ستصيب الجميع ودم سيشرب من نخبه الجميع وبأس بيننا شديد أبكى النبي المعصوم من ألف وأربعمائة وثلاثون ...
وما يضحك إلا المتربصين والكائدين ..

حول أباطرة النخاسة والنجاسة كل شيء للبيع فى مزاد السلطة والنفوذ ...
تاجروا بالله وبرسله وبدينه وجعلوا الحقد مقدسا
 وكذبوا أن جعلوا الدين مصدر حقد ليحرق ويركبوا على أنقاض الحريق ..
لم يسلم دين من أدعياء الحقد المقدس ولا أدرى من أين ألبسوه لباس القدسية وحاشا لله أن يدعوا لحقد أو كراهية ...

الحقد المقدس لم يكن موجها ضد عقيدة مخالفة فقط بل يتم تزيفه فيوجه للعقيدة المخالفة إذا إقتضدت المصلحة ثم إلى المذهب المخالف إن دعت الحاجة ثم إلى الرأي المناهض إذا إهتز العرش 
...
الأديان وخاصة السماوية والتي جوهرها الحب والإعمار والرفق بالحيوان قبل الإنسان وعمارة الأرض بعد الفساد والتي ختمها الإسلام وثبت أركانها وتمم بنيانها وعالج ما طرأ عليها من إنحرافات أصبحت بجهل وعمد النخاسين فى سوق السيطرة والسلطة  موقد للحقد المقدس ...

حقد مقدس أودى بحياة الأبرياء فى أيرلندا من أبناء الدين الواحد 
حقد مقدس يشتعل بين السنة والشيعة ..بين الكرد والعرب ..بين البربر والعرب ..
حقد مقدس بين الإخوان والسلفيين ..بين السلفية والأشعرية ...بين الإسلاميين والليبراليين أو القوميين من أبناء الدين الواحد بل المذهب الفقهي والعقائدي الواحد ...

وكله مبنى على إستغلال الدين وقدسية الرداء من أجل السياسة والنجاسة والنخاسة من حب السلطة والسيطرة ...

نظر البعض لتصرفات المنتسبين للأديان فكرهوا الدين ورب الدين  وإنحرفوا إلى الإلحاد عساهم أن يجدوا الإنسانية المهدرة ...

وتعب البعض الآخر فى البحث عن النبع الصافي للدين والذى عكرته الأهواء والإفتراءات على مر السنين وأصبح منتسبوه بأهوائهم وإنحراف أفهامهم وزيغ قلوبهم هم وقود الإلحاد الأول ...

فليسقط الحقد وليتعرى من قدسية مفتعلة ..
فتسقط الكراهية ولينفجر ينبوع الدين الصافي ليعلى رسالة الله فى الأرض ..
رسالة الله فى الأرض ..حرية ...عدل ...محبة ...عمارة للأرض 
فلنحمل جميعا شمعة للحب المقدس فى ظلمات الحقد الأسود 

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
(إِنَّ مِنْ وَرَطَاتِ الأُمُورِ، الَّتِي لاَ مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا، سَفْكَ الدَّمِ الحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّه)

رواه البخاري
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام