مساحة إعلانية

دكتور عاطف عتمان يكتب ...........بيوت عنكبوتية

عاطف عبدالعزيز عتمان أبريل 05, 2013


بعد حالة التجريف فى كل نواحي الحياة ..
تجريف فكرى ومعنوي وتجريف مادى بكل صوره والذى تعرضت له مصر خاصة والأمة بشكل عام ..
وبعد حرمان من ممارسة العمل السياسي لعقود وعقود ...
جاءت ثورة 25 يناير التي كنت وكان الغالبية يؤملون عليها آمالا عريضة لتغيير جذري فى الواقع المرير الذى نحياه ولكن الصورة مازالت تبدوا غامضة أو لنقل قاتمة ..
نتيجة الثورة وبعد الحالة الثورية الرائعة والغير مسبوقة فى الثمانية عشر يوما الأولى بدأت العورات تظهر شيء فشيء 
وبدأ حصاد التجريف الفكري والثقافي والأخلاقي الذى جناه النظام السابق وغيره ...
بدأ ما أطلق عليه إسهال الأحزاب السياسية ومحاولة تسلق منتفعين جدد ليستبدلوا الوجوه القديمة وكأن المصريين مكتوب عليهم مصاصو الدماء ...
أحزاب المعارضة بعد الثورة تحتاج لمعارضة ..
فهي أحزاب فى الغالب الأعم عنكبوتية البناء ..
أحزاب نشأت فى مرحلة سيولة فى كل شيء ولم تهتم بالبناء الحزبي ولا بصياغة خط فكرى منهجي محدد ..
أحزاب سعت للتواجد السريع وجمع التوكيلات بشتى الطرق حتى تأخذ حيز من الفراغ وتصارع من أجل جزء من الكعكة الموهومة...
وتلك الأحزاب بدأت تتفكك قبل أن تبدأ 
وإن مثلت رقم ما فى المعادلة السياسية فليس لوزنها ولا لقوتها ولكنه وزن عقابي لخطايا من فى السلطة والحزب الحاكم ...
أحزاب تجيد المعارضة والإنتقاد وهى معيبة فى داخلها ..
لا يستطيع قادتها إدارة 5000 عضو أو أقل ويتمنون إدارة دولة ...يتاجرون بالكلمات والمواقف ولا يحترمون ما يقولون ولا يملكون بديلا منطقيا وواقعيا .تسمعهم تعجبك أقوالهم فإن رأيت أفعالهم تيقنت أن قضية عصرنا هي قضية أخلاقية فى المقام الأول  ...
إشكالياك عديدة داخل تلك الأحزاب ..من سيطرة البعض على مقاليد الأمور ..
لوجود المتطفلين ومحترفي الإنتخابات ومتسولي العمل السياسي  والعاطلين يمارسون عملا منتظرين سقطة هنا ولقطة من هناك 
مرورا بأصحاب الأفكار المتناقضة والذين وضعوا كأقطاب متنافرة مطلوب منها أن تتجاذب وتتعاون وتعمل فى ألفة 
أحزاب فى الغالب الأعم يفتقد القائمين عليها  الخبرة ويتم التعامل بمبدأ أهل الثقة وتلك أهم ما يلومون عليه السلطة 

التجارة مباحة فى كل شيء وسوق النخاسة مفتوح  والمفارقة الكبرى تجلس مع الشخص منهم تسمع كلاما فإذا إعتلى المنبر وخاطب الجماهير تجد مخلوقا آخر 
أبسط مفهوم وتعريف للحزب وهو إئتلاف من مجموعة متشابهة الأفكار غير موجود 
أضف إلى ذلك الأحزاب التكتيكية والتي تصنعها السلطة لتكتيكات معينة منها ضرب المعارضة أو تفتيت حزب وقت اللزوم أو السيطرة على معارضة تجيد تمثيل الدور المنوط بها 
هذه بعض أمراض أحزاب المعارضة والتى لا يلتفت إليها أصحاب القرار حتى تستشرى وتصبح سرطانا يقضى على الكيان 
وهذه هى البنايات الموجودة فيما يسمى بمعسكر المعارضة الذى يحتاج بدورة لمعارضة لتعرية سلبياته والتنبيه على خطورة عوراته 
للأسف بنائنا الحزبى فى مصر بعد ثورة يناير بناء عنكبوتى 
والمعارضة المصرية معارضة عنكبوتية وإن بدا بنيانها له شكل 
وتبقى هنا الإشكالية ...وماذا بعد المعارضة ؟؟
وأين البديل للنظام الحاكم الحالى ؟؟
دعاطف عتمان 


مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام