مساحة إعلانية

سلفنة الإخوان والتأسيس الثانى ............بقلم د عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان فبراير 13, 2013

بعد وفاة جمال عبدالناصر رحمه الله ومع بداية عهد السادات 
تم الإفراج عن قيادات جماعة الإخوان ..
فى عهد عبد الناصر لم يكن هناك نشاط يذكر للجماعة ونشطت الحركة السلفية فى تلك الحقبة من خلال جماعة أنصار السنة المحمدية 
ومع سفر كثير من الأسر الإخوانية للسعودية للعمل وتسلل الفكر السلفي الوهابي لقطاع عريض من كوادر الجماعة .ومع تسلل هذا الفكر للمعتقلين فى عهد عبدالناصر
بدأت الصبغة السلفية تظهر على الجماعة وتنتشر فى المجتمع المصري عموما بعد تقلص دور الأزهر  ...

بدأت قيادات الجماعة ما يمكن أن يسمى بالتأسيس الثاني للجماعة 
وكان هناك الجناح البناوى إن جاز التعبير والجناح القطبي وهو ما يسمى بتنظيم 65 وغالبيتهم مرتبط بالنظام الخاص المنحل ..

وكان الصيد الثمين التي تعول عليه الجماعة فى إعادتها للحياة هم شباب الجماعة الإسلامية ..
وهنا الجماعة الإسلامية ليست هي الجماعة التي خاضت الصراع المسلح مع النظام ..
الجماعة الإسلامية تلك كانت مجموعة من شباب الجامعات بدأت تتكون فى أوائل السبعينيات تقريبا داخل الجامعات وسيطرت فى وقت لاحق على الإتحادات الطلابية وقامت بعمل تنظيم ممتد فى كل الجامعات مستغلة حرية الحركة التى منحها السادات رحمه الله  ..وكانت بداية  تلك الحركة حركة عفوية بين شباب متدين ليس لهم إطار فكرى محدد ولا مرجعية معلومة تأثروا بالغزالي وسيد سابق والقرضاوى وما يمثلونه من إعتدال وتفاعلوا بأبى الأعلى المودودى وكتب سيد قطب فتأثروا بمفهوم الثورة والتغيير الجذري ...
إنتقد شباب الجماعة الإسلامية الإخوان وإتهموهم بالتفريط فى الهدى الظاهر وإهمال أمور العقيدة وميوعة الموقف من الفن 
حاول كبار الإخوان مجاراة شباب الجماعة الإسلامية وإحتوائهم فى محاولة لضمهم للجماعة  ..

إنضم غالبيتهم فى أواخر السبعينيات للإخوان المسلمين ومن أبرزهم د عبدالمنعم أبو الفتوح ود عصام العريان ود حلمي الجزار وإختلف بعضهم مع هذا التصرف وكونوا ما تسمى بالسلفية العلمية فى الإسكندرية بقيادة د أحمد فريد 
وخرج فرع جهادي ثالث فى أسيوط بقيادة كرم زهدي و ناجح إبراهيم وآخرون ...
نعود للإخوان فى تأسيسهم الثاني وبقيادة المرحوم عمر التلمساني الذى يعتبره البعض آخر مرشد بناوى للجماعة 
وهنا الإخوان يضمون خليطا بعضهم من أنصار مدرسة البنا وبعضهم من صقور التنظيم الخاص والقطبيين 
والوافدين الجدد من شباب الجماعة الإسلامية الأكثر سلفية وإلتزاما بالهدى الظاهر والأكثر ثورية وقربا من فكر المودودى وسيد قطب ..
فى تلك المرحلة كانت الكتب السلفية توزع مجانا وهناك رحلات جماعية للحج والعمرة للإتحادات الطلابية  وكان ذلك رافدا مهما لمد النفوذ السلفي الوهابي 
نتيجة ذلك طفت على السطح بعض القضايا الفقهية كالعلاقة بين الرجل والمرأة والموقف من الفن عموما 
وحتى نتبين ذوبان هوية الإخوان البناويين نتيجة التهجين الذى حدث ما بين السلفية الإصلاحية التي كانت تنسب للبنا والسلفية الوهابية التي إخترقت بنيان الجماعة ننظر لمجلة الدعوة التي أعيد إصدارها سنة76 لتجد آراء وأفكار أقرب للمنهج السلفي من المنهج الإخواني ...
فلمقارنة بين الدعوة فى عهد البنا والدعوة التى أعيد إصدارها سنة76 توضح حالة من ضياع الهوية 
هنا جماعة الإخوان فى ثوبها الجديد ..مجموعة من رفاق البنا ومجموعة تفكر بعقلية النظام الخاص ومجموعة شباب الجماعة الإسلامية الأقرب للسلفية التي بدأت تسود فى المجتمع المصري 
متداخلا فى المشهد الإخوان المتسلفين العائدين من المملكة العربية السعودية ...وذابت السلفية الإصلاحية سلفية حسن البنا 
وأصبحنا أمام مشهد جديد وتنظيم هجين ....
من سيسيطر على مفاصل تنظيم الجماعة وأي جناح سيفرض هيمنته ويقود الدفة .....؟؟

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام