مساحة إعلانية

كيف يفكر الإخوان ...بقلم د عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان يناير 29, 2013

صورة: ‏كيف يفكر الإخوان ...بقلم د عاطف عتمان 


الشيخ المثير للجدل وجدى غنيم والمحسوب على جماعة الإخوان المسلمين ..أصدر نداء عاجلا للرئيس يدعوه للضرب بيد من حديد 
وفى ديموقراطية الشيخ وجدى التى أعلن مرارا أنها كفر فإن مجابهة الرئيس هى مجابهة للشعب ...
وإستشهد الشيخ غنيم بقول الله تعالى ..

 إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم

ونقف عند نقطة مهمة ..وهى أن الأموال والأعراض والدماء لا تنازع فى حرمتها وليست محل خلاف ولا ينبغى أن تكون ..

ولكن أنظر من زاوية أخرى وهى زاوية إستغلال الزرائع لتثبيت العروش وضرب المخالفين وأصحاب الرأى ...

مبارك كانت فزاعته الفوضى والإخوان ...
وفجر نظامه الكنائس وإستحل الدماء حتى يبرر قانون الطوارىء ويقمع المعارضين وأولهم الإخوان المسلمين ...
فهناك شعرة بين إستخدام الطوارىء من أجل الوطن أو إستخدامها من أجل النظام وهذا يحتاج لثقة وضمانات ونوايا ...
كيف يفكر الإخوان ..؟
أو بمعنى آخر كيف يربون شباب الجماعة ..هذا الشباب الطاهر النقى القلب الذى يحمل روحه على يديه فداء للجماعة ظنا منه أنها جماعة المسلمين ورايتها راية الدين ..؟؟

وهنا أنوه أن إخوان حسن البنا ودعوته إن لم تكن قد إنتهت فقد إنحرفت إنحرافا كبيرا عن طريق البنا وسيطرت عليها أفكار أخرى إرتدت رداء حسن البنا رحمه الله 

وهذا التحليل ليس دخولا فى النويا ولا رجما بالغيب ولكنه نتاج أدبيات وحوارات بل وندوات إخوانية ...
يهتم الإخوان وخاصة فى مرحلة ما قبل التجنيد بثلاث نقاط أساسية 
تفسران فتاوى الشيخ غنيم ....
 { قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين }

تلك الآية من سورة التوبة تقر أمرا هاما بين كفتى ميزان ..
كفة فيها الدنيا وكفة فيها العقيدة والدين ..

والأية واضحة ومكمن الخلاف هو الظن بأن منهج الجماعة يمثل الكفة الثانية ومن هنا يصبح أى مخالف أو معادى للجماعة مكانه الكفة الأولى ..
وتلك هى المعضلة فى كيفية حوارك مع الأخر ومدى إستعدادك لتقبل فكره ورأيه ....
النقطة الثانية ..
خلق إشكالية قد تكون موجودة عند المتطرفين فى المدارس الفكرية المختلفة ولكن الإسلام يقدم لها الحل ولا يصدرها كمشكلة أما الإخوان فهم يصدروها كمشكلة لضمان الولاء الكامل للجماعة ...
الإشكالية هى العلاقة بين الدين والوطن والقومية ...
ولسنا بصدد مناقشة للقضية ولكن نخرج منها بأن الجماعة التى ترفع راية الدين تريد أن تجعل من رايتها فوق راية الوطن وراية القومية فرايتها راية الأمة الإسلامية ..

وتركز على الهجرة وإستلهام نموذج التضحية بالوطن من أجل الدين ..
وتركز على قصة سيدنا مصعب بأمه وكيفية الصراع بين الحبين حتى يتغلب حب الله ورسوله 
ومن هنا تكون فكرة تعبيد الأرض لله ورفض مقولة الدين لله والوطن للجميع بالنظر لها من منظور واحد ويتم هنا إستحضار 
قوله تعالى 
قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

النقطة الثالثة ...

 المبالغة فى قدر ومكانة المرشد الأول رحمه الله ومن خلاله المبالغة فى الإلتزام براية الجماعة التى يظن الواحد أحيانا أنها راية محمد بن عبدالله فتتحول الجماعة ورايتها ومرشدها وبيعتها إلى ركن لا أريد أن أكون مبالغا وأقول ركنا من أركان الإسلام بل فلنقل من أركان تمام الإسلام ....
محل النظر هنا ولابد أن نفرق بين شباب ملىء حب الله ورسوله قلوبهم وبالتالى حب الجماعة التى  يعتبرونها هى راية الإسلام 
وبين البعض الذى يعرف طريقه جيدا ويمارس السياسة تحت عباءة الدين للوصول لأهداف محددة 
ومن هنا فجماعة الإخوان تجمع بشرى لاهم جميعا شياطين ولا هم ملائكة وأصحاب رسالة صافية ..
ومكمن الخلاف ليس فى الأيات المذكورة وليست فى تغليب الدين والعقيدة على الدنيا وما فيها..وليس فى عقيدة الولاء والبراء ..

 ولكن فى فهم البعض وفى إعتقاد البعض أنه الفئة الناجية وأنه يمتلك الحقيقة وأنه يمثل راية الإسلام ويمتلك الحقيقة المطلقة 
وأن من يخالفه الفهم والفكر بل يصارعه أحيانا إنما هو مخالفة لله ولرسوله وعداء مع شريعته 
الخلاف أن نحمل الدين أخطاء فهمنا وخطايا تطبيقنا وأن نحول الصراع الفكرى أو السياسى لصراع عقدى يستحل فيه أهل القبلة بعضهم دماء بعض بحجة راية الإسلام وهو ما جعل الخوارج وهم حفظة القرآن أن يقتلوا سيدنا عثمان وسيدنا على رضى الله عنهما  
طاعة لله
 وهنا لا أشبه الإسلاميين والإخوان بالخوارج معاذ الله ولكن أخشى أن يزداد التطرف حتى نسلك هذا المسلك ..
ومما لاشك فيه أن الحركات الإسلامية منذ نشأتها أخطأت خطايا جثيمة أسأت للإسلام أبلغ الإساءات وأيضا تطورت تلك الحركات وتغيرت أفكارها ومناهجها مرات ومرات 
ويبقى الحل عند تلك الجماعات وخاصة الإخوان أن تعدل من أفكارها وبنيتها وأن تستيقن أن فهمها للإسلام هو فهم بشرى يمثل من يؤمنون به فقط وأن راية الإسلام أعلى وأشمل من كل تلك الرايات وأن المخالفين لفهمهم ليسوا بالضرورة مخالفين للإسلام 
بل ربما يحمل المخالف الحق أحيانا 
وتبقى خطيئة الإخوان الكبرى من وجهة نظرى والتى تثبت الأيام صحتها هى خلط الدعوة والعمل الإجتماعى بالسياسة وهو ما يثبت فشله يوميا وللأسف ينعكس ذلك سلبا على الإسلام عموما والإسلاميين خصوصا وتتعالى نبره الكراهية ويزداد الإنقسام ويسيل الدم ..
ويصعب الحوار إن كان أحد أطراف الحوار يستيقن أنه يملك كل الحقيقة  ويكون الأمر أصعب إن ظن أنه مؤيد بمدد إلاهى ...
وفى النهاية لن أقول قال البنا ولا قال سيد قطب ولا قال محمد بن عبدالوهاب رحم الله الجميع ولكن..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما " حديث صحيح

د عاطف عتمان‏


الشيخ المثير للجدل وجدى غنيم والمحسوب على جماعة الإخوان المسلمين ..أصدر نداء عاجلا للرئيس يدعوه للضرب بيد من حديد 
وفى ديموقراطية الشيخ وجدى التى أعلن مرارا أنها كفر فإن مجابهة الرئيس هى مجابهة للشعب الذى إنتخب الرئيس وفق قواعد الديموقراطية ...
وإستشهد الشيخ غنيم بقول الله تعالى ..


ونقف عند نقطة مهمة ..وهى أن الأموال والأعراض والدماء لا تنازع فى حرمتها وليست محل خلاف ولا ينبغى أن تكون ..

ولكن أنظر من زاوية أخرى وهى زاوية إستغلال الزرائع لتثبيت العروش وضرب المخالفين وأصحاب الرأى ...

مبارك كانت فزاعته الفوضى والإخوان ...
وفجر نظامه الكنائس وإستحل الدماء حتى يبرر قانون الطوارىء ويقمع المعارضين وأولهم الإخوان المسلمين ...
فهناك شعرة بين إستخدام الطوارىء من أجل الوطن أو إستخدامها من أجل النظام وهذا يحتاج لثقة وضمانات ونوايا ...
كيف يفكر الإخوان ..؟
أو بمعنى آخر كيف يربون شباب الجماعة ..هذا الشباب الطاهر النقى القلب الذى يحمل روحه على يديه فداء للجماعة ظنا منه أنها جماعة المسلمين ورايتها راية الدين ..؟؟

وهنا أنوه أن إخوان حسن البنا ودعوته إن لم تكن قد إنتهت فقد إنحرفت إنحرافا كبيرا عن طريق البنا وسيطرت عليها أفكار أخرى إرتدت رداء حسن البنا رحمه الله 

وهذا التحليل ليس دخولا فى النويا ولا رجما بالغيب ولكنه نتاج أدبيات وحوارات بل وندوات إخوانية ...
يهتم الإخوان وخاصة فى مرحلة ما قبل التجنيد بثلاث نقاط أساسية 
تفسر فتاوى الشيخ غنيم ....

تلك الآية من سورة التوبة تقر أمرا هاما بين كفتى ميزان ..
كفة فيها الدنيا وكفة فيها العقيدة والدين ..

والأية واضحة ومكمن الخلاف هو الظن بأن منهج الجماعة يمثل الكفة الثانية ومن هنا يصبح أى مخالف أو معادى للجماعة مكانه الكفة الأولى ..
وتلك هى المعضلة فى كيفية حوارك مع الأخر ومدى إستعدادك لتقبل فكره ورأيه ....

النقطة الثانية ..
خلق إشكالية قد تكون موجودة عند المتطرفين فى المدارس الفكرية المختلفة ولكن الإسلام يقدم لها الحل ولا يصدرها كمشكلة أما الإخوان فهم يصدروها كمشكلة لضمان الولاء الكامل للجماعة ...
الإشكالية هى العلاقة بين الدين والوطن والقومية ...
ولسنا بصدد مناقشة للقضية ولكن نخرج منها بأن الجماعة التى ترفع راية الدين تريد أن تجعل من رايتها فوق راية الوطن وراية القومية فرايتها راية الأمة الإسلامية ..وتخلق حالة صراع بين مفهوم الوطنية والقومية والدين 

وتركز على الهجرة وإستلهام نموذج التضحية بالوطن من أجل الدين ..
وتركز على قصة سيدنا مصعب بأمه وكيفية الصراع بين الحبين حتى يتغلب حب الله ورسوله 
ومن هنا تكون فكرة تعبيد الأرض لله ورفض مقولة الدين لله والوطن للجميع بالنظر لها من منظور واحد ويتم هنا إستحضار 
قوله تعالى 
قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

النقطة الثالثة ...

 المبالغة فى قدر ومكانة المرشد الأول رحمه الله ومن خلاله المبالغة فى الإلتزام براية الجماعة التى يظن الواحد أحيانا أنها راية محمد بن عبدالله فتتحول الجماعة ورايتها ومرشدها وبيعتها إلى ركن لا أريد أن أكون مبالغا وأقول ركنا من أركان الإسلام بل فلنقل من أركان تمام الإسلام ....
ويتضح ذلك جليا فى حالة الكره والعداء لمن يخرج من تحت راية الجماعة وقد يتحالفون مع أى أحد لمحاربة وتأديب من خرج عن بيعة المرشد ونموذج إنتخابات نقابة المحامين الأخيرة مازال حاضرا فلقد تحالف الإخوان مع الليبراللين من أجل مختار نوح الإسلامى الذى خرج من الجماعة ....
محل النظر هنا ولابد أن نفرق بين شباب ملىء حب الله ورسوله قلوبهم وبالتالى حب الجماعة التى  يعتبرونها هى راية الإسلام 
وبين البعض الذى يعرف طريقه جيدا ويمارس السياسة تحت عباءة الدين للوصول لأهداف محددة 
ومن هنا فجماعة الإخوان تجمع بشرى لاهم جميعا شياطين ولا هم ملائكة وأصحاب رسالة صافية ..
ومكمن الخلاف ليس فى الأيات المذكورة وليست فى تغليب الدين والعقيدة على الدنيا وما فيها..وليس فى عقيدة الولاء والبراء ..

 ولكن فى فهم البعض وفى إعتقاد البعض أنه الفئة الناجية وأنه يمتلك الحقيقة وأنه يمثل راية الإسلام ويمتلك الحقيقة المطلقة 
وأن من يخالفه الفهم والفكر بل يصارعه أحيانا إنما هو مخالفة لله ولرسوله وعداء مع شريعته 
الخلاف أن نحمل الدين أخطاء فهمنا وخطايا تطبيقنا وأن نحول الصراع الفكرى أو السياسى لصراع عقدى يستحل فيه أهل القبلة بعضهم دماء بعض بحجة راية الإسلام وهو ما جعل الخوارج وهم حفظة القرآن أن يقتلوا سيدنا عثمان وسيدنا على رضى الله عنهما  
طاعة لله
 وهنا لا أشبه الإسلاميين والإخوان بالخوارج معاذ الله ولكن أخشى أن يزداد التطرف حتى نسلك هذا المسلك ..
ومما لاشك فيه أن الحركات الإسلامية منذ نشأتها أخطأت خطايا جثيمة أسأت للإسلام أبلغ الإساءات وأيضا تطورت تلك الحركات وتغيرت أفكارها ومناهجها مرات ومرات 
ويبقى الحل عند تلك الجماعات وخاصة الإخوان أن تعدل من أفكارها وبنيتها وأن تستيقن أن فهمها للإسلام هو فهم بشرى يمثل من يؤمنون به فقط وأن راية الإسلام أعلى وأشمل من كل تلك الرايات وأن المخالفين لفهمهم ليسوا بالضرورة مخالفين للإسلام 
بل ربما يحمل المخالف الحق أحيانا 
وتبقى خطيئة الإخوان الكبرى من وجهة نظرى والتى تثبت الأيام صحتها هى خلط الدعوة والعمل الإجتماعى بالسياسة وهو ما يثبت فشله يوميا وللأسف ينعكس ذلك سلبا على الإسلام عموما والإسلاميين خصوصا وتتعالى نبره الكراهية ويزداد الإنقسام ويسيل الدم ..
ويصعب الحوار إن كان أحد أطراف الحوار يستيقن أنه يملك كل الحقيقة  ويكون الأمر أصعب إن ظن أنه مؤيد بمدد إلاهى ...
وفى النهاية لن أقول قال البنا ولا قال سيد قطب ولا قال محمد بن عبدالوهاب رحم الله الجميع ولكن..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما " حديث صحيح






د عاطف عتمان
مشاركة
مواضيع مقترحة

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم أخي الفاضل
    بداية أشكرك على رأيك وتحليلك لكني من خلال معلوماتي وقراءاتي وصلتي بالكثيرين من الإخوان أرى أن تحليلك ليس له أساس سواء في أدبيات الجماعه أو قراراتها وانما فقط تعتمد على فهمك الشخصي وآراء بعض افراد أو رموز الجماعه وهي لاتمثل الرأي الرسمي للجماعه، فكما تعلم هذه جماعه كبيرة جدا وبها عشرات الالآلاف من الرموز ومن الطبيعي ان تجد آراء عديدة وهذه نقطة قوة وليست ضعف تدحض حتى من يقول ان الجميع قالب واحد وانه هناك سمع وطاعة عن عمى وهكذا، ثم انا لست معك في أن الخطيئة الكبري هي خلط عمل الجماعه الدعوي والاجتماعي بالسياسة، فقط أذكرك أن جميع الموجودين على الساحة ومن بينهم المعارضين والكارهين لجماعة افخوان المسلمين يعلمون أنه لولا وجود هذه الجماعة وقوتها لكانت مصر تحكم الآن بواسطة نظام أشد عنفا وفتكا من النظام السابق، نسأل الله لمصر وأهلها كل خير وأن يوفق جميع احزابها وفصائلها وقواها السياسية لما فيه خير هذا البلد العظيم

    ردحذف
  2. اشكر لك مشاركتك ..ولكن ان اصر انى اعتمد على تعايش مع الاجماعة ومع ادبياتها وخطابها الداخلى وتظل نقطة الخلاف القوية بفصل الدعوة عن السياسة والايام هى من تحكم على صحة اى من وجهات النظر ...خالص تقديرى لشخصكم الكريم ولتعليقكم الراقى

    ردحذف

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام