مساحة إعلانية

بين التطرف والتفريط ....بقلم د عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان سبتمبر 17, 2012
بعد الأحداث المتلاحقة فى الفترة الأخيرة والتي بدأت بالفيلم المسيء لأطهر مخلوق عرفته البشرية وخاتم الأنبياء والرسل والرحمة التي أرسلتها السماء لتزيل غبار الظلم والظلام والإستعباد عن البشرية البائسة ..تلك التصرفات الحمقاء الى تنم عن حقد دفين وغل فى النفوس أو عن جهل ونظرة قاصرة عاجزة إلى بعض التصرفات الحمقاء..
هذا السهم المسموم والمنقوع فى الحقد والمشرب بالجهل وعدم العلم أصاب بل أدمى لن أقول كل نفس مسلمة بل كل نفس منصفة 
فالمنصفين من الشرق والغرب إن لم يشهدوا لمحمدا بالرسالة فقد شهدوا له بالعظمة وحسن الخلق ..
ولن أستطرد فى سرد أقوال المنصفين وأكتفى بمقولة برنا رد شو

"إن رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجة للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمد صورة قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنني اطلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبة خارقةً، وتوصلت إلى أنه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمى منقذ البشرية، وفي رأيي أنه لو تولى أمر العالم اليوم، لوفق في حل مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها"....إنتهى كلام برنارد شو....
ثارت ثائرة البعض وكان رد الفعل على الفيلم فى أحيانا كثيرة إساءة إلى النبي محمد ورسالته وتعاليمه ..
وجاء من يمزق الإنجيل ويهدد بالتبول عليه فى تصرف أحمق جاهل يتنافى مع أخلاقنا وديننا وآيات ربنا 
ووقع الكثير فى الفخ ....فخ التطرف أو التفريط 
من الناس من قال إن الإنجيل كتاب سماوي ونحن نؤمن به وبما فيه ولا يصح إيماننا إلا بالإيمان به مستندين لقول الله تعالى <كل أمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله >
والإنجيل كالتوراة والقرآن ووقع هؤلاء فى فخ التفريط .....
والقسم الأخر يرفض وجود كتاب مقدس للإخوة المسيحيين ولا يحترم معتقداتهم ومقدساتهم وعبادتهم مستندا أن الكتب السماوية غير موجودة والموجود الأن كتب محرفة وأنه بنزول القرآن قد ألغى هذه الكتب ونسخها...ووقع هذا القسم فى التطرف ..
ومن هنا نقول ...
أمور الإعتقاد أمور مقدسة لدى معتقديها وليس شرطا أن تكون مقدسة بالنسبة لمخالفي هذا الإعتقاد ولكن الواجب هو إحترام معتقد الأخر مهما إختلفنا معه ..
فالإخوة المسيحين لا يؤمنون بالقرآن ولا بالنبي محمد صل الله عليه وسلم وليس مطلوب منهم ذالك كل ما نطلبه إحترام معتقدي ورسولى وكتابي المقدس الذى هو بالنسبة لي كمسلم  كلام الله تعالى الواحد الأحد..
وأنا كمسلم إيماني بالمسيح عليه السلام كنبي وكلمة الله ألقاها لمريم  العذراء ليكون للناس أية ..وإيماني بالإنجيل والتوراة المنزلين على موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام 
ولا أؤمن بالإنجيل الذى بين أيدي إخواننا المسيحيين الأن ولا بمعتقداتهم فى المسيح عليه السلام ولكن على إحترام معتقداتهم وكتابهم المقدس بالنسبة لهم وعبادتهم ..
بل الإسلام ذهب لأوسع من ذالك بأن أمرنا أن لا نسب الآلهة الوضعية فيسب أتباعها الله سبحانه وتعالى سفها بغير علم ..
إذا بلا تفريط أو تطرف يعتقد كل صاحب عقيدة معتقده ويبرأ من أي معتقد أخر وهذا جوهر عقيدة الولاء والبراء فى الشريعة الإسلامية والتي جهلها الكثيرون فإما فرطوا فيها أو تطرفوا فى فهمها
ولكن نحترم معتقدات الأخرين وشعائرهم وعباداتهم مهما إختلفنا معهم وماداموا يحترمون معتقداتنا ونعيش إخوة متساوون فى وطن واحد ..عدونا واحد ومصيرنا واحد وأبينا آدم وأمنا حواء وتراب الوطن يحملنا ....
أما المعتقد فسنرد إلى الله يوم القيامة فيفصل بيننا منا محسن ومنا ظالم لنفسه ..
ومن هنا ...
أدين أي إساءة لأي معتقد مهما إختلفنا وأدين محاولة بعض الجهال التعدي على الكتاب المقدس للإخوة المسيحيين 
وأختم بأية من كتاب الله العزيز الحكيم....
لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ( 8 ) )
صدق الله العظيم 






د عاطف عتمان 
الأسكندرية 17/9/2012
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام