مساحة إعلانية

حصاد الثورة بعد عامها الأول

عاطف عبدالعزيز عتمان يناير 24, 2012


اليوم هو الذكرى الأولى لثورة شعب سطرها بدماء من أطهر الدماء ومن أشرف الدماء ومن أنفس وأغلى الدماء
دماء جاد بها أصحابها رفضا للضيم والذل والهوان
جادوا بها ولم ينتظروا ثمنا لها
أحيوا رجولة فينا ظننا أننا فقدناها من عقود
سطروا بدمهم الطاهر ملحمة من ملاحم التاريخ فى العصر الحديث وأثبتوا أنه للصبر حدود وأن هذا الشعب قد يصبر ويطول صبره حتى يظن المتعجرفون والطغاة والبغاة أنه مات
فأثبتوا أن هذا الشعب يمرض لكنه لا يموت
عام مضى على 25يناير2011 عندما أطلق العادلى رصاصه وغازه وبلاطجته وعملائه ونفث سمومه فى جسد هذا الوطن فى محاولة بائسة للقضاء على روح ثورته المباركة
ومازال دم الشهداء لم يهدأ ومازال قاتليهم يتراقصون على أشلائهم وما زال المصابيين وأهالى الثكالى يتجرعون مرارة الظلم والضيم
عام مضى ولا يزال الكل يتناسى رجال الشرطة الشرفاء فى الإسماعلية فى 25يناير1952 الذين أطلقوا أخر رصاصاتهم فى صدور الإنجليز بعد قرار وزير الداخلية الراحل فؤاد سراج الدين بالتصدى للمحتل حتى أخرقطرة دم
فهذا وزير والأبعد وزير ولكن شتان بينهما
وزير قتل شعبه ونهب ثروته
ووزير سطر بدماء رجاله الأبرار فصل مضيئا فى تاريخ النضال الوطنى
عام مضى فسقط الطاغية مبارك ولكنه مازال ينعم فى منتجع طبى والمصابيين يعانون الأمريين من أجل العلاج وتم حل المجالس الباطلة
عام مضى نشط فيه لصوص الثورات فتلونوا وتشكلوا ولبثوا ثوب الثوار وترعرعت جثثهم على دماء الشهداء والمصابيين
عام مضى وما زال الإعلام والإعلان يمارسان دورا مشبوها فى قلب الحقائق والمتاجرة بكل شىء
عام مضى سال فيه الدم المصرى إختلط دم الأزهرى بالمسيحى وسال الدم من التحرير إلى محمد محمود وماسبيروا ومجلس الوزراء
وما زال الطرف الخفىّ  مخفىّ
عام مضى والأزهر مازال يعانى ويتألم ومزال فضيلة الإمام الأكبر يسير على خطى لجنة السياسات المقبورة ويخرج لنا قانون كله عورات لإبقاء الأزهر مكبلا وبعيدا عن دوره الطبيعى
عام مضى والإقتصاد من سيء إلى أسوأ
أنابيب الغاز والبنزين واللحوم وغلو الأسعار
عام مضى ولم تسترد مصر مليما من منهوباتها على مر العقود ولم تسترد مجرما من الفاريين ولم يصدر حكم يشفى الصدور على أى من المجرميين والقتلة
عام مضى وتشرذمنا بعد وحدة وفرقتنا السياسة والبحث عن المناصب بعد أن جمعنا وطن ووحدنا دم وتضحية
عام مضى وليس فيه من الإنجاز سوى إنتخاب مجلس نيابى حر بالمقارنة بتاريخنا الإنتخابى المظلم
ومعيب بعض الشيئ مقارنة بما نحلم به من إنتخابات معبرة عن هذا الشعب
كرسىّ مجلس الشعب الذى إحتكره الحزن الوطنى الذى ظل جاثما على الأنفاس عقود والذى قاد دفته مؤخرا فتحى سرور وعمل تحت قيادته سيد قراره محللا لعوار النظام السابق والتى مازالت ذيوله فى كل ركن من أركان الوطن
جلس عليه بالأمس الدكتور الكتاتنى ولست أدرى أين الشاكوش هل هو مع سرور أم تركه على المنصة
كلنا أمل فى أن يكون هذا البرلمان طوق النجاة لهذا الوطن وأن يكون وفيا لدماء الشهداء التى لولاها ما جلس هؤلاء النواب على تلك الكراسى
وما شهدنا تلك الإنتخابات وما تحركت المياه الراكدة
تحكم الإخوان والسلفيون فى برلمان الثورة
وعليهم أن يعوا جيدا متطلبات المرحلة وأهمية التوافق وفتح الأذرع والعقول لكل القوى والأفكار والإتجاهات
عام مضى ورأيت أعضاء مجلس الشعب ورئيسهم يبكون لآلام الجرحى  فالحمد لله الذى رزقنا رئيسا لمجلس الشعب له قلب
ونتمنى لهم التوفيق والسداد ونحذرهم من زهو الأنتصار
فالنصر الحقيقى هو إكتمال ثورة مصر وإنتصار الوطن على كل التحديات السياسية والإقتصادية والإجتماعية
عام مضى ويبدوا أن السيد سمير رجب أو أحد تلاميذه مازال يخط بيمينه خطابات الساسة والزعماء فما زالت رائحة كلماته تزكم الأنوف ولا ترقى لمستوى الحدث وتخرج الخطابات بلا لون أو طعم أو رائحة  
عام مضى ومازلنا نتمسح بقانون الطوارىء المعيب ونتلاعب بالألفاظ  مع أن خبراء القانون يؤكدون أن القانون الجنائى كافى لمحاربة البلطجة والإرهاب
عام مضى على الشهداء فلهم الدعوات بالرحمة وقبولهم عند الرحمن فى جنات عدن
وقبلات لأيدى وجباه بل وأقدام أمهات الشهداء
وتمنيات ودعوات للجرحى بالشفاء العاجل
ودعوات خاصة للمجاهدين والمخلصيين من أهل العلم والفكر والإعلام الذين صدحوا بقول الحق وقت صمت علماء ومفكرى السلطان .         وسيدهم من جاد بروحه الشيخ الأزهرى عماد عفت تقبله الله مع الشهداء والصديقيين
ولله الحمد والمنّة أن وفق هذا الشعب لتلك الثورة
وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى
ونأمل فى العام القادم أن نحتفل إحتفالا حقيقيا بنجاح الثورة وإكتمال تحقق كل أهدافها إن شاء الله
وأخيرا مصر أمانة فى أعناق الجميع وفى تلك المرحلة الحرجة فلابد للجميع أن يصبح شرطى فى مكانه يزود عن نفسه وماله ووطنه فالمال العام مالنا والأرض أرضنا والممتلكات ممتلكاتنا والوطن وطننا
ولن نحتفل إلا بنجاح الثورة متى إكتمل نجاحها وسنواصل الضغط  من أجل تحقيق كافة أهداف الثورة
والحذر كل الحذر من لصوص الثورات والمتلونيين وعلينا قراءة التاريخ جيدا والتعلم من ثوراتنا السابقة التى سرقت من عمرمكرم إلى ثورة52
 وستبقى مصر عصية أبيةعلى كل الماكريين والحاقدين 
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام